ربما ترى أن العنوان غريب بعض الشىء، فمن الطبيعى ألا تجد شيئا مشتركا بين "مازينجر" و"الشيخ حسان" و"اللى بـ يصقفوا فى المجلس" لأن أنا شخصيا –كاتب هذه الكلمات- لم أجد ما يجمعهم سويا سوى ذلك العنوان الذى لا أعنى به شىء! كل ما فى الأمر أن بعد عام أو أكثر من مطاردة الأخبار المتلاحقة المتتالية بسرعة كبيرة توصلت لتلك الحقيقة المؤلمة: عمر المقالات صار قصيرا للغاية لأن -ببساطة فى ظل الظروف الحالية- ما تقرأه اليوم لا يصلح لأن تسمع عنه غدا!
جلست أفكر طويلا، ما الذى أستطيع الكتابة عنه ولن يتغير موقفه خلال الشهر (اللى هو عمر العدد فى السوق)؟ فى البداية فكرت بالمجلس العسكرى، لكنى أخذت العظة مما حدث للنائب الشاب زياد العليمى، فإن كان العليمى قد حول للجنة القيم لاستخدامه تشبيها غير لائقا فماذا سيحدث لى إن كتبت رأيى الشخصى فى المجلس العسكرى بصراحة؟! المهم تراجعت عن الفكرة وتذكرت أنى داخل على جواز ولا يصح أبدا أن تكون أولى مشاوير العروس لزيارتى بـ "س 28" ...
جلست أفكر وأفكر فى موضوع "يعيش طول الشهر" حتى أرهقنى التفكير، وهنا تذكرت ذلك البحث الذى حكى لى عنه صديقى أحمد عطاالله، والبحث عبارة عن دراسة عن المهن التى تزيد من فرصة إصابة أصحابها بأمراض القلب (والعياذ بالله)، ولم أتفاجأ عندما عرفت أن الصحفيين على قمة قائمة تلك الوظائف، وأن متابعتهم للأحداث والأخبار بصورة مستمرة تجعلهم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب ... لكنى تراجعت عن هذه الفكرة أيضا، فليس من المعقول أن تبدأ أولى صفحات المجلة بقراءة مخاوف صحفى من الإصابة بأزمة قلبية نتيجة عمله بالصحافة ... لأ ما ينفعش يا دجوى ... ده انت كئيب أوى يا أخى!
وبمناسبة الكآبة، فقد كان غلاف العدد الماضى من أكثر الأعداد التى حظيت بتعليقات، لم يحييه الكثيرون كما لم ينتقده الكثيرون أيضا، بل كانت أغلب التعليقات تدور حول اللون الأسود: "كئيب أوى الأسود ده يا دجوى!" كان هذا تعليق أحد الأصدقاء بعد مرور حوالى 20 يوما على نزول العدد، "بتوع فرش الجرايد بـ يقول لنا إيه الغلاف الوحش ده!" أحد شباب التوزيع مستاء من الغلاف، "أنا دخلت مجلتكم السودا دى جوا المخزن، ما هو الزباين مش هـ يشتروا والسواد ده فى وشهم" أحد الأصدقاء الذى يمتلك محل خشى أن يؤثر الغلاف الأسود على مبيعاته ... كثيرون كآبهم اللون الأسود، وكأن شهر من اللون الأسود كثيرا على 190 شاب، لكنى لن أخوض فى هذا الموضوع، فأنا أعلم أننا كمصريين لا نحب الحديث عن كارثة مثل هذه إن فات عليها أسبوع أو أكثر مهما كان عدد الضحايا!
أخذت القرار بأن نجعل عدد مارس أكثر مرحا، وغلافه أكثر إيجابية ... أفكر فى أن أصدم الجميع بغلاف غير متوقع تماما من إحنا ... هيفاء وهبى على الغلاف!
صورة هيفاء الساحرة ومكتوب بجانبها "إحنا حاورنا هيفاء وانتوا لأ"، لكن هيفاء لم تحضر إلى مصر بعد كما أكدت لى صديقتى دينا، فهى موجودة فى لبنان الآن مثل كثيرون من النجوم العرب والمصريون الذين لا يشعروا بالأمان فى مصر هذه الأيام. لم أتعجب من خوف هيفاء على نفسها وعلى أسرتها، لكنها ذكرتنى بحلقة باسم يوسف التى تحمل عنوان "الأمن والأمان"، فأجد أن من الطبيعى أن يرحل الشحات مبروك وممدوح فرج إلى الخارج طمعا فى الأمان بعد حملة التخويف المهولة التى يتفنن الإعلام فى توصيلها لقلب كل مواطن!
لا أعرف السبب الذى جعل الكابتن ممدوح فرج يذكرنى هو الآخر برئيس تحرير أحد الصحف الذى يقدم به برنامج شبيه ببرامج الكابتن ممدوح (مع كل احترامى لبرامج الكابتن ممدوح بالتأكيد)، الفرق الوحيد أن فى برامج الكابتن الكل يعلم أن المصارعة التى يشاهدها مجرد تمثيلية، لكن فى برنامج هذا الصحفى تجد أن الكل يصدق التمثيلية رغم أنها أكثر سذاجة من مباريات المصارعة وتفتقر للتشويق الذى تقدمه المصارعة!
أبحث داخل عقلى كثيرا، لكنى لا أرى فكرة مضمونة تستمر لشهر كامل ... أبحث وأبحث لكنى لا أجد شيئا بداخل عقلى يصلح للكتابة عنه، فأقرر أن أخدع سيادتك وأضع عنوانا للمقالة مستعينا بثلاثة أشياء لن يغير الوقت منها شيئا، مازينجر ذلك البطل الذى تمنيت أنا وجيلى بأكمله أن نقوده لو لدقيقة واحدة، والشيخ حسان سامحه الله على ما فعله بالدين قبل ما فعله بالسياسة، واللى بـ يصقفوا فى المجلس لأنى متأكد أنهم سيتمرون فى التصفيق كلما خذلوا الثورة ...
عزيزى القارىء لا تغضب منى لأنى خدعتك ...
هـى جت عليا أنا ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق