مجلة إحنا

مجلة إحنا
غلاف عدد نوفمبر

الخميس، 3 نوفمبر 2011

عزيزى القارئ ... انت ممل!! بقلم: وسام شريف



تعالى نبص مع بعض على سير يوم سعادتك كده ...

حضرتك صحيت الصبح قرفان ومش طايق العيشة ع اللى عايشينها ونفسك تفضل مرمى فى السرير طول اليوم مُحتضنا بدفء بيتك. بس أهو ... آديك قمت علشان أكل العيش مر، أو علشان عندك شهادة لازم تتمرمط وراها علشان تعرف فى المستقبل تشتغل فى حتة تقدر تاكل من وراها عيش برضه. إن ما كنتش فطرت، أول حاجة بـ تلاقى نفسك بـ تدور عليها هى لقمة تخرس بيها الصوصوة اللى طالعة من معدتك، ويا سلام لو معاها كباية شاى أو فنجال قهوة كده تعدل لك مزاجك مصحوبة بسيجارة الحبسة زى ما بـ تتسمى. أصل أنا مش بـ دخن، بس لاحظت إن كل مناسبة ليها سيجارة؛ يعنى عندك سيجارة الحبسة، سيجارة الحمام، سيجارة البلكونة، السيجارة اللى ع الريق ... إلخ.

نهايته، بعد برنامج الإفطار سيادتك بـ تدخل فى يوم حافل وملىء بالمغامرات، زى مثلا زميلتك المزة جدا فى الكلية اللى بقالك 3 سنين بـ تحاول تتعرف عليها بس لا مؤاخذة خجلان، أو مديرك اللى مكفر أيمانك فى الشغل وكل يوم بـ تحلم إنك ترميه فى حمام سباحة مليان أسماك قرش على تماسيح، أو حالة النفسنة الشريفة اللى بـ تتهرى بيها كل ما صاحبتك تتكلم عن خطيبها فـ تتحسرى على بختك المايل وتسألى نفسك فارس أحلامك بسلامته اتأخر فى السكة ليه؟ ممكن يكون عليك أقساط الدنيا، ممكن تكون دبيتها فى رمضان فطلع لك لا مؤاخذة صدر وهـ تفطس وتروح الجيم علشان تعمل فورمة بس مش معاك فلوس، أو عندك مسئوليات أسرية مكدرة لك حياتك بس لازم تسترجل. ده انت حتى ممكن تكون كل أزمتك فى الحياة إنك عينك زايغة وبـ تبص ع اللى رايحة واللى جاية ومش قادر تبطل، أو الحشيش شاحح ومش عارف تسكور، أو ممكن تكون همومك أسمى شوية وخايف على مستقبل البلد. وكل يوم بـ توعد نفسك بإصلاح النفس وبـ تاخد قرارات من شأنها أن ترتقى بمستوى معيشتك: "من النهارده مش هـ كون ذئب بشرى، هـ حوش للجيم، هـ صارح مديرى، هـ اصبر شوية، هـ بطل شكوى ...".

أعذرنى يا عزيزى، بس انت بقيت ممل ... رتيب.    

انت زى ما بـ يتقال، اتخطفت، دخلت فى دوامة محبكة من الهموم والأعباء الثقيلة منها والخفيفة والتى جعلت منك كائنا مُبرمَجا. ده انت بقيت مُبرمَج جدا لدرجة إن أقصى طموحاتك بقى إنك تزيح همومك، أو تحل مشاكل تافهة المفروض ما تكدرش عليك عيشتك. الحياة بـ تحاول تضرب طموحك فى مقتل.

زمان لما كنا عيال كان عندنا رفاهية الحلم والتطلع. كنا عايزين نبقى طيارين ونشترى عربيات خطيرة ونعيش عيشة منجهة، كنا عارفين نحلم ونبص لما هو أبعد من قسط الشهر اللى جاى. أنا مش بـ قول لك سيب مسئولياتك وهج على هاواى، أنا بس عايزك ترجع تحلم. خلى بالك أنا مش بـ حاول أعيش فى دور سندباد البحرى اللى لف السبع بحار وجاب الديب من ديله، أنا ممل زيى زيك وممكن أكتر كمان!

لكن ما ينفعش تكون الكآبة والهموم جزء لا يتجزأ من الحياة، ده أنا فى وجهة نظرى إن أحد أهم أسباب نجاح الثورة هو كسرها للقوالب الروتينية المتعفنة اللى كنا خللنا فيها! التحرير كان أكثر من تمرد سياسى، التحرير كان بمثابة البلدوزر اللى هدم أجيال من الثقافة البالية والمفاهيم المغلوطة. التحرير كان طوق النجاة اترمى لكل إنسان مقيد فى حياة الموظف، وما أقصدش بالموظف الشخص اللى بـ يحط البطيخة تحت باطه وهو راجع من الشغل فى الأوتوبيس. أنا أقصد البنى آدم اللى اختار طواعية إن كل أيامه تبقى شبه بعض. يعنى الثورة ادتك فرصة تغير، ما تضيعهاش!

وأهم خطوة فى عملية التغيير دى هى إنك تقضى على "ابن الكئيبة" اللى جواك، علشان زى ما قلت لك، الدنيا فيها غم بما فيه الكفاية. ابن الكئيبة ده بقى بـ يطلع كل ما الدنيا تديك على قفاك، وتدخل انت بقى فى الفيديو كليب بتاعك أبو مزيكة حزاينى والدنيا تمطر عليك وتحس إنك بقيت وحيد شريد حزين. فوق ياله! ما تبقاش عامل زى الزوجة النكدية. أنا عارف إن الوضع فى البلد ما يسرش وإن العيشة ضنك بس صدقنى هـ تفضل ضنك طول ما انت موظف كئيب.

الحزن المبالغ فيه استسلام للملل، مش عيب إنك ترجع تفكر فى الـ "بى إماية" الغالية اللى لازم تشتغل عمرين على عمرك (حتة عمرو دياب) علشان تجيبها، يا سيدى مين عارف؟! المهم تجرب كده ترجع تطلق العنان لطموحاتك وأحلامك زى أيام ما كنت طفل. فاكر لما كانوا بـ يقولوا لنا اللى بـ ينشن على النجاح بس بـ يسقط واللى بـ ينشن على تقفيل الامتحان بـ ينجح بـ تقدير؟ اعمل انت كده فى حياتك يا سيدى، ما تعيش حياتك على الحركرك! اقعد كده مع نفسك وفكر انت عايز إيه بجد، مهما كان حلمك بعيد المنال، أو خيالى، أو حتى أهبل وتافه! ما تتكسفش تحلم زى العيال تانى.

من الآخر يعنى، ما تبصش لنص الكباية المليان بس، اشرب المياه اللى فيها.

وادخل عليا بالنشيد الوطنى.


ليست هناك تعليقات:

إحنا