"الحياة والموت، عندما تنقسم اللعنة إلى نصفين، نصف الممارسة ونصف الانتظار
نصف الممارسة بما فيها من إعياء واستهلاك ... وازدهار واقتدار، ونصف الانتظار بما فيه من أفكار، وعدم وجود ساعة ولهذا لن تنظر فى الساعة!"
عادى هـ اتكلم بالعامية المصرية، فى مرة ألـفت حدوتة خلاصتها إن الورود زينا، فيه منهم ضحايا وفيهم شهداء، الضحايا هم كل وردة اتقطفت من واحد وراحت من إيده لبنت مش بـ يحبها بجد، واستخدم الوردة كوسيلة علشان يضحك عليها - أو على نفسه- وبالتالى الوردة ضحية لكذبة أو خيانة.
والوردة الشهيدة، هى الوردة اللى اتقطفت مش بالإيد لكن بالمشاعر، بالود، والعشق، واحد بـ يحب أوى، وصوابعه حضنت عود الوردة لإنه شاف فيها عود حبيبته، الشكل إنها بـ تتقطف لكنها فى حقيقة الأمر هـ تعيش كتير جوا روح حبيبته
تخيل كل ده خلاصة الحدوتة!
فاضل نقطة من الحدوتة، إن لما نموت ... كل وردة هـ تشهد على اللى قطف، واللى حضن ... الله يرحمك يا خالد سعيد ... الله يرحمك يا مينا دانيال!
افتكرت الحدوتة اللى كتبتها وانا صغير دى لما شفت أول 10 ثوانى من فيديو نهاية القذافى، وفعلا رغم إنى شفت ألعن من ده فى التحرير، ويمكن تواجدت فى لحظات شرسة قريبة من دى، لكن ما قدرتش أكمل الفيديو.
القذافى مات كده؟
كنت دايما بـ قول إن القذافى نهايته هـ تكون جبانة، وكنت بـ اتوقع أسمع خبر انتحاره خلال أيام فى كل مرة أسمع عن سقوط مدينة فى إيد الثوار، كنت بـ اتخيل القذافى ماسك مُسدس دهبى وفيه جوهرة مووف مش بـ تلمع أوى، والقذافى عيونه لأول مرة تكون واضحة!
منفوخة ومحمرة بعد عياط كتير أوى، أيوا القذافى ده أكيد هـ يعيط، كنت بـ قول إنه جبان ومش هـ يقدر يواجه، هـ يستخبى فترة ممكن، وهـ يعيط كتير، لكن واضح إنه كان أجبن من إنه يقتل نفسه! مش عارف ...
بـ حاول أتخيل آخر يوم فى حياته، آخر نهار ... آخر وشوش شافها ما شافهاش قبل كده، نظرته كانت لناس مش عارفهم، آه كان خايف ومتوتر ومترنح ومتألم لكن كان غريب، مش عارف ما كانش ليبى؟ ولا ما كانوش ليبيين؟ ولا هُم الليبيين كده!
هل فى اللحظة اللى كان كل واحد بـ يحاول يلقط بسكينته أى غرزتين فى جسم القذافى - وده أكيد تاريخيا على الأقل بين قرايبه ونسايبه هـ يعيش كتير وهـ يتحكى فى كل عزا أو قراية فاتحة أو فطار فى رمضان- كان جزء من انتقامهم بسبب الكلام الأهبل اللى كان بـ يطلع يقوله؟
حد منهم زنقه -مثلا- وقال دى علشان "من أنتم" ودى علشان "جرذان" ودى علشان "التوك توك"، ودى علشان الفيديو اللى عمله فلان من مصر عليك وقصرت رقبتنا، ودى علشان المقال اللى كتبه فلان، ودى علشان الكاريكاتير، ودى الأنيميشن، ودى الفيديو، ودى الرواية ودى الإعلان ودى النكتة ودى ... برضه مش عارف!
سألت نفسى كتير ما رسيتش يوم على بر ... أنا اللى فيا الخير ولا اللى فيا شر
آخر يوم فى عمرك ... هـ يبقى عامل ازاى؟
واكتشفت إن فعلا الواحد محتاج يعيش كل يوم فى حياته كإنه آخر يوم فى عمره ... العُمر شىء يستحق الإيمان به!
من واقع تراك: Mirage .. لصديقى اللى لم نتقابل بعد Armin Van Buuren
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق