مجلة إحنا

مجلة إحنا
غلاف عدد نوفمبر

الخميس، 3 نوفمبر 2011

الجمهور غبى ... بس انت ذكى! بقلم: شريف حسن



فيه مقولة قريتها مرة واستوقفتنى جدا، أنا مش عارف مين اللى قالها ولا قريتها فين لكن بقت أحد أكبر المؤثرات على اتجاه تفكيرى لما بـ آجى أفكر فى أى موضوع له علاقة بجماهير.المقولة بـ تقول "الشخص ذكى، ولكن الجماهير أغبياء".

من المعروف إن التأثير بـ يكون عن طريق أداة من ثلاثة: الاستدلال المنطقى، المقارنة أو الاستعطاف اللى هو اللعب على العاطفة بالمعنى الدارج. على المستوى الشخصى المنطق والمقارنة هم أقرب الوسائل للإقناع، فبـ يكون المدخل هنا العقل والعقل مضطر لقبول الحق والمنطق، زى لما بـ تيجى تتناقش مع حد عادة بـ يكون النقاش بالدلائل والأمثلة المنطقية! أما على مستوى الجماهير فالحجة والمقارنة ما بـ تصلحش، ليه؟ لأنه لا يوجد مناقشة أو حوار مع الجماهير، الكلام بـ ييجى اتجاه واحد والكل بـ ينساق وراءه، علشان كده لما بـ تخاطب الجماهير بـ يحل مكان المنطق اللعب على العاطفة ومفيش مجال للمناقشة.

من هنا بـ تيجى الخطورة فى زمن المعلومات كلها متاحة على بُعد ضغطة (نقرة) واحدة على جوجل، وده خلى الناس تبطل تدور على أصول المواضيع أو تبحث عن الدوافع والأسباب بتاعة مصدر الخبر، وأصبح الكل بـ يبنى آراءه على القشور الكثيرة اللى بـ توصل له. كمان مع انتشار شبكات التواصل الاجتماعى (زى فيس بوك وتويتر ويوتيوب) بقت الأخبار والآراء الموجهة هى اللى بـ تدور على الناس مش العكس، والرأى الصح بـ يبقى الرأى "الأصيع" اللى محطوط معاه صورة أو فيديو تسنده هو الأصح، وللأسف محدش بـ يدور بعديه على أصل أو سبب. بـ تيجى أكبر مصايب الإعلام من التليفزيون؛ لأنه الأكثر انتشارا على الإطلاق، حتى أغلب المقاطع على الإنترنت بـ تكون منه، والمشكلة بـ تستفحل لما بـ يبقى موجه أو بـ يعرض حقائق جزئية والمتلقى لا حول له ولا قوة غير إنه يستقبل وما عندوش فرصة يسأل أو يتناقش. والإعلام المتلاعبين بيه كتير وأكبرهم أصحاب رؤوس الأموال والحكومات. مثلا: روبرت ميردوخ امبراطور الإعلام فى الغرب يعتبر من أكثر الناس تأثيرا على الرأى العام فى العالم لما يمتلكه من جرائد وقنوات كلها تميل إلى وجهة النظر اليهودية فى أى مشكلة، زى ما حصل مع ميل جيبسون اللى اتسجل له كلام ضد اليهود وهو سكران فى مرة وقامت الدنيا ولم تقعد من ساعتها مع إنه كان من أكبر نجوم هوليوود وأعلاهم موهبة. وعندنا احنا مثال مشهور لسطوة رأس المال، لما السيد البدوى اشترى جريدة الدستور وطرد إبراهيم عيسى منها علشان يستميل النظام لأن إبراهيم عيسى كان معارض قوى وقتها وما كانوش عايزين يسيبوا له مساحة إعلامية يكشف فيها الحقائق!

أما عن الحكومات فحدث ولا حرج من أيام الحرب العالمية الثانية والبروباجاندا النازية والسوفيتية للحشد. ومؤخرا فى حرب "احتلال" أو "تحرير" العراق حسب المصدر كان غربى أو عربى، فكانت هناك حربين مختلفتين قائمتين طبقا للجهة اللى بـ تنقل.

على فكرة أنا مش سودوى، وفيه أمل كبير فى الجماهير، وانا مصمم -زى ما ابتديت- إن الشخص ذكى، لكن آفة أهل هذا الزمان الاستسهال. وانا مش بـ ادعو لتصديق أو تكذيب أى جهة، حتى ماسبيرو مش كدابين ومحرضين على طول الخط.

الخلاصة هنا هى التفكير وعدم الاستسهال، مش كل خبر هـ نقراه هـ نعمل بحث عليه طبعا، ولا كل جهة إعلامية كاذبة، لكن الاستقصاء مهم والتفكير أهم ... فَكر.

هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Unknown يقول...

بس اسمحلي !!! اذا كانت كثرة المعلومات على النت ممكن تعمل تشويش للناس , فده حيكون لفترة بسيطة ويستعيدوا توازنهم بعدها , ومن كتر المعلومات حيبدأوا يشغلوا مخهم ويختاروا المعقول ويعرفوا مرة ورا التانية ان فيه ناس بتقصد تخدعهم !!!ودي بقى احسن حاجة للتفكير المنطقي انك انت اللي تستنتج , وشكرا على الموضوع الرائع .

إحنا