مجلة إحنا

مجلة إحنا
غلاف عدد نوفمبر

الخميس، 3 نوفمبر 2011

سياسة "الفرش" الإعلامى! بقلم: مريم عبد الجابر




هو احنا إعلاميين ليه؟

كام إعلامى أو مشتغل بالإعلام إن كان معد ولا صحفى ولا مذيع بـ يسأل نفسه السؤال ده مرة فى اليوم؟ ولا حتى فى السنة؟!طب كام إعلامى لو سأل نفسه هـ يعرف يرد على نفسه هو بينه وبين نفسه ... مش علينا احنا حتى؟!

هو الإعلام ده إيه؟ ورق نملاه كلام ونطبع منه بالملايين ونحمله على عربيات ونبيع؟ واللى يبيع أكتر يبقى فاهم أكتر يعنى إعلام مكتوب؟ ولا برامج رغى ومواقف وشعارات وإنفرادات وفرقعة واللى يتشاف أكتر يبقى فاهم أكتر يعنى إيه إعلام مرئى؟

الإعلام مش ضجة ... الإعلام ده سلاح، مش "فرش من تحت لتحت" والاسم حيادين ... مش فاهمين يعنى إيه "فرش من تحت لتحت" ... أبسطها.

إعلامى بـ يفرش من تحت لتحت تطلق على الإعلامى خصوصا التليفزيونى اللى لما يبقى معاه ضيف فى البرنامج أو حد عامل مداخلة على الهوا بـ يتعمد ياخده بكلامه فى اتجاه معين هو عايزه لأن ده رأيه كشخص لكن بدون ما يوضح ده بشكل مباشر، علشان يبقى سمه ما قالش هو حاجة، علشان يبقى اسمه "حيادى" ... لأ باسم الله ما شاء الله على الحيادية والمصداقية!

هـ اديكم مثال ... مثال خيالى جدا ... تخيل ...

برنامج "مدام أشجان والبرلمان" ومداخلة تليفونية سريعة جدا وفى خلفية المتصل أصوات صراخ ناس وبكاء ونواح وتوجيهات رجولية فى انفعال وطلقات رصاص ... 

أشجان: "معانا اتصال من السيد رافايلو من داخل بلاعة ... ألو" 
رافايلو: "ألو دلوقتى حضرتك ... سبايدر مان نازل لنا البلاعة جايب عاليها واطيها و..."
أشجان: "هل يحمل أى سلاح بجانب خيوطه المعروفة؟"
رافايلو: "حضرتك ده أسلحة مش سلاح واحد! نازل بمدرعات ومولوتوف وقنابل مسيلة للدموع ... واحنا كنينجا مش من عادتنا العنف زى ما حضرتك والناس كلهم عارفين ..."
أشجان: "إلى متى ستظلون صامتون إذا؟ أو بمعنى آخر ما هى خطتكم؟" 
رافايلوا: "محتاجين بس نلاقى المعلم رشدان علشان عايزين الصراحة نبتدى برضه نستخدم أسلحتنا الخاصة ... ما هو احنا مش ...".

الخط قطع فجأة بسبب سوء الشبكة فى البلاعة.

أشجان تعلق: "باع طويل للنينجا وتاريخ محفوظ ويأتى سبايدرمان ليهاجمهم فى بلاعاتهم دون مبرر واضح، ولكن فى النهاية خلونا نهدى ونفكر ولا نتحيز، والله هو العون للنينجا ولنا جميعا".

فى المثال الخيالى ده ... حسيت إنك متحيز لمين؟ للنينجا ولا لسبايدر مان؟ طب هل مدام أشجان حاولت تسأل إيه سبب هجوم سبايدر مان المفاجئ؟ ولا علشان هى بـ يعجبها النينجا أكتر يبقى سبايدر مان يستاهل يتعلق من خيوطه فى ميدان عام؟ يبقى هنا مدام أشجان عملت إيه؟ رقم 1 كبرت فكرة العنف فى دماغ النينجا المتصل، رقم 2 خلتك تتعاطف مع النينجا المذعور وانت مش فاهم إيه سبب هجوم سبايدر ومقتنع تماما إن لازم فعلا النينجا يستخدموا أسلحتهم، رقم 3 مدام أشجان ما أخدتش صف أى طرف بشكل واضح ...

مدام أشجان "فرشت" بس للنينجا ...

طيب الصح بقى المكالمة كانت تمشى إزاى ؟ ... كانت تمشى كده : 

أشجان: "معانا اتصال من السيد رافايلو من داخل بلاعة ... ألو" 
رافايلو: " ألو دلوقتى حضرتك ... سبايدر مان نازل لنا البلاعة جايب عاليها واطيها و..."
أشجان: " ولماذا يهاجمكم سبايدر مان؟" 
رافايلو: " إحنا حضرتك ما بقيناش فاهمين حاجة..." 
أشجان "وكيف ستتعاملون مع الموقف إذا ؟" 
رافايلوا : " محتاجين بس نلاقى المعلم رشدان علشان عايزين الصراحة نبتدى برضه نستخدم أسلحتنا الخاصة ... ما هو احنا مش ..."  

والخط قطع فجأة بسبب سوء الشبكة فى البلاعة برضه.

أشجان تعلق: "باع طويل للنينجا ولسبايدر مان وتاريخ محفوظ لهما، وحتى الأن الحقيقة مهزوزة ولم تكتمل الصورة بعد، سنظل نتابع ونوافيكم بالأخبار، والله هو العون للنينجا ولسبايدر مان ولنا جميعا".

فى المثال الى برضه خيالى ده ... حسيت إنك متحيز لحد؟ مدام أشجان هنا حاولت تعرض كل الحقيقة الممكن عرضها لا فى بالها رافيلوا ولا سبايدر مان ولا عايز تأثر على فلان ولا علان ...

مدام أشجان هنا "ما فرشتش" لحد ...

وسياسية "الفرش الإعلامى" هى بمعنى أكثر جدية سياسة "توجيه الرأى" بطريقة غير مباشرة ليتماشى مع رأيى أنا كإعلامى دون أن آخذ أنا أى موقف بعينه لأن الحيادية هى من أهم ما يجب أن يكون عليه الإعلامى الحقيقى.

وفى الواقع، أنا بـ شوف إن الإعلامى المفرط فى الحيادية إعلامى ممل ومالوش طعم ولا هوية واضحة، إنما برضه الإعلامى المفرط فى ألعاب "الفرش" وأسلوب أنا ما قلتش ده المتصل هو اللى قال، أو أنا ما قلتش ده أنا مجرد بـ اتعاطف أو كنت متأثر حبتين، أو أنا ما قلتش ده الكلام على مسئولية الضيف، يبقى أصلا ما يستاهلش يبقى إعلامى ما يستاهلش فرصة ظهوره على شاشة قصاد ملايين، ولا يستاهل صفحة فى مجلة ولا جرنال، ما يستاهلش يبقى معاه السلاح اللى بـ يعلم الجاهل، ويرشد المتعلم، السلاح اللى ممكن يقوم حرب وممكن يهديها، لأنه إعلامى هدفه ليس البحث عن الحقيقة وكل الحقيقة ونقلها - حتى لو صادمة- للناس بمنتهى الشفافية والمصداقية والوضوح حتى لو كانت الحقيقة دى لا تتماشى مع موقفه الشخصى أو منطقه الخاص، لأنه إعلامى تأثر فى عمله بآرائه الشخصية وفكره الخاص وبدل أن يعلنها ويخسر صفة "الحيادية"، قرر أن يعلنها على لسان غيره بطرق ملتوية ولئيمة ورخيصة ...

لأنه إعلامى لا يفهم شرف وثقل أن يكون إعلامى. لأنه لا يسأل نفسه أو لا تسأل نفسها أبدا السؤال الذى بدأت به المقال.

هناك تعليق واحد:

kareem.wafy يقول...

مقال محترم جدا وعجنى اوى بصرحة .....

إحنا