مجلة إحنا

مجلة إحنا
غلاف عدد نوفمبر

الاثنين، 13 فبراير 2012

أشجع رجل دين مسيحي في مصر محمد رجب

تأتى شجاعته من قدرته على قول كلمة الحق فى زمن التبس فيه الحق بالباطل، وسواء شاهدت فيديو القسيس يوحنا فؤاد ليلة عيد الميلاد على اليوتيوب أو لم تشاهده فمن فضلك دع كل الهراءات خلفك واقترب لتسمع ما سرقناه من فم الرجل بعد صلاة صباح الجمعة بكنيسة العذراء الدمشرية بمنطقة مصر القديمة...
ألتقى القس يوحنا فؤاد وبعد الترحيب وشرب كوب شاى أعده بنفسه ...

إيه حكاية الفيديو ده يا أبونا؟ وازاى صورته؟ وازاى ما كنتش خايف إن كلام زى اللى قلته ينزل على اليوتيوب وأكتر من 400 ألف يشوفوه؟
أنا فاهم انت بـ تسأل السؤال ده ليه، وأحب أقول لك إن فساد رجال الدين من أيام مصر الفرعونية من أيام كهنة رَع اللى تملقوا الحكام ونافقوهم علشان ما يدفعوش ضرايب على الأرض زى باقى المصريين... بس أنا مش كده، ولا أعرف أبقى كده ولا يمكن أكون كده لأن لو أنا ما قلتش كلمة الحق وفى المكان ده هـ تتقال من مين؟ وفين؟ الكل ينظر لرجل الدين وهو متلهف لخطاب يشفى صدره وأنا أرى ضرورة مخاطبة العقل وليس القلب، فالتغيير يحدث بالإرادة التى مكانها العقل وليس القلب.


ثم أكمل...

ييجى حد ويقول لى "يا أبونا حسب الإنجيل المسألة دى صح ولا غلط؟" فأوزنها بعقلى وأعلم ابنى ازاى يحكم ضميره ويوزن الأمور بعقله.


مش خايف من أمن الدولة؟ أو أى جهة أمنية تانية؟
أعلم إن تليفونى مراقب بس مش خايف، لكن قد يكون موقفى حساس لدى المجلس الكنسى.


هو أصلا حضرتك دارس إيه؟
أنا من الجيل اللى لحق شوية تعليم محترم، ثانوية عامة من مدرسة الأورمان وكنا فى الفصل 80 طالب بـ ندفع فى السنة 260 قرش مصاريف و60 من الـ 80 دخلوا طب قصر العينى أنا واحد منهم و40 من الـ 60 اتعينوا معيدين فى كلية الطب، وأحب أقول لك إن دفعتى فى كلية الطب اللى كان بـ ينام على السرير اللى جنبى الدكتور حلمى الجزار وهو قيادة إخوانية كبيرة.



ليه حضرتك شايف إن فيه ناس ما بـ تقولش كلمة الحق؟
الفلوس والكرسى، وأكيد انت بـ تسمع عن فلوس المعونة الأمريكية المليار ونصف المليار دولار ودى بـ تروح لكبار الظباط، ده غير مشاريع الجيش الاقتصادية فالهَبرة الكبيرة بـ تروح للناس الكبار، والهبرة المتوسطة للمتوسطين والصغيرة للصغيرين فجرى تدجين القوات المسلحة، ده كان لا يمكن يحصل أيام عبد الناصر إنما دلوقتى أصبحوا دواجن... من الآخر مفيش حد قلبه على البلد، شوف سكينة فؤاد بقالها كام سنة بـ تتكلم فى قضية القمح واحنا اللى كنا بـ نصدر القمح للعالم كله لكن لا حياة لمن تنادى... إيه المانع إننا نكسب واحنا قلبنا على البلد. أيام عبد الناصر فهمونا إن عبد الناصر ده إله فكانت هزيمة 67 بعدين لما قريت مذكرات المشير عبد الغنى الجمسى اكتشفت إن عدم الإخلاص للبلد كان سبب الهزيمة، الجمسى قال فى كتابه "أول ما تسلمت الخدمة كقائد للقوات المسلحة ورئيس أركان الجيش ذهبت لاستلام صواريخ القاهر والظافر والرائد التى قيل وقت تصنيعها إنها قادرة على ضرب عمق إسرائيل، أى أنها على الأقل يمكنها اختراق 300 كم، لكن المفاجأة إنها فقط قادرة بالكاد على قطع مسافة 8 كم" الإخلاص يا ابنى للوطن هو اللى ينقصنا من الآخر، المسلمين والمسيحيين يجيدوا فى مصر تمثيل دور المتدينين... وأنا قلتها قبل كده وبـ كررها تانى إن اللى ينضـّف لازم تكون إيده نضيفة.




أين تكمن مشكلتنا الحقيقية؟
فى التعليم، عندى هنا دبلوم تجارة وما بـ يعرفش يكتب وفيه خريجين جامعة فكرهم محدود، والخديوى سعيد اللى كان قبل الخديوى إسماعيل قال "مِن السهل قيادة شعب جاهل" والظاهر إن ده توجه عام لغاية دلوقتى.


طيب رأى حضرتك إيه فى الفتاوى سواء الدينية أو غير الدينية؟
تقصد الفتاوى السياسية، سواء دى أو دى فالكل يعتمد على طريقة "ازاى تاكل اللى قدامك فى كلمتين" ثم إن العمل السياسى حسب كلام تشرشل يتطلب عدم النظافة لأن السياسة نفسها عملية غير نظيفة، بس السؤال لحد امتى هـ يتضحك علينا ولحد امتى هـ نتذل ولحد امتى هـ نفضل مش عارفين نتعالج والعلاج فى إن كل واحد يخليه فى تخصصه، أنا مش فاهم مثلا إيه علاقة رجال الدين بالفتوى فى المسائل الطبية إنما لازم يفتوا فى اللى ما بـ يفهموش فيه، ده اللى أنا مش فاهمه وعموما نحن نعانى من فهلوة المصرى.



نفسك فى إيه يا أبونا؟
علشان أوضح لك فكرتى بشكل وافى لازم تعرف إن الحساسيات الدينية خلت الوطن يتوه فى النص، بقينا مسلمين أو بقينا مسيحيين بس مش مصريين، نفسى نبقى مسلمين زى ماليزيا عايز مصر زى ماليزيا كتير ده!! وهـ اضرب لك مثال: سنة 1960 بدأنا شركة النصر للسيارات فى مصر ووصل أقصى إنتاج ليها 30 ألف سنة 1980 بدأت شركة بروتون للسيارات فى ماليزيا والنهارده إنتاجها 750 ألف سيارة فى السنة، فين بقى شركة النصر... للأسف قفلت!! الوطن ده غالى أوى وحب الوطن والإخلاص للوطن مش ضد الدين إطلاقا ... وهـ اديك مثال تانى: الناس الكبيرة فى السن عارفة شركات شيكوريل وعمر أفندى بتاعة زمان كانوا بـ يشتغلوا بذمة أوى وبـ يشغلوا ناس كتير أوى وبـ يكسبوا واللى معاهم برضه بـ يكسب، تخيل ودول يهود عملوا كده يا راجل احنا ما حصلناش اليهود... نفسى الصنايعى يرجع يشتغل بذمة زى الصنايعى زمان لأن كان عيب عليه يعك فى شغله النهارده أى طلسأة. نفسى فى مشروع قومى حقيقى مش زى توشكى... نفسى انتماءنا يرجع قوى ويبقى انتماءنا للتفاصيل الصغيرة انتماء للبيت وللمدرسة وللشارع وللحى، نفسى نبطل كلام فى الأمور التافهة مين بقى مسلم ومين بقى مسيحى، وبنت بقت مسلمة علشان تتجوز مسلم إيه المشكلة! هى دى اللى هـ تبوظ الدنيا! مش نهاية العالم ولا نهاية الدين ولا أولع البلد علشان بنت وولد عايزين يتجوزوا، بس أقول لك هى برضه مش مسألة دين أوى هى مسألة إن الذكورة اللى عندنا هى اللى بـ توجعنا وده نوع من أنواع النفاق الدينى، لأن المهم المبدأ والقيمة مش مهم انت مسلم ولا مسيحى، المهم انت مع الحق ولا مع الباطل.

ليست هناك تعليقات:

إحنا