مجلة إحنا

مجلة إحنا
غلاف عدد نوفمبر

الاثنين، 13 فبراير 2012

حوار مع الفنان الكبير نبيل الحلفاوى - كريم الدجوى

الفنان الكبير نبيل الحلفاوى:
لو عايز عنوان للحوار يبقى "أنا ضد الاستقطاب"!

أتذكر دهشتى عندما رأيت حساب الفنان الكبير "نبيل الحلفاوى" على تويتر لأول مرة، لم أفكر لثانية قبل أن أتبعه عبر تويتر كما فعل قبلى 30 ألفا آخرون ووصلوا إلى أكثر من 65 ألفا أثناء كتابتى لهذا الحوار.

ربما جذبنى فى البداية الفضول لأعرف اتجاهاته السياسية وآراءه، لكن بعد فترة وجيزة اكتشفت السبب الحقيقى وراء اتباع الآلاف له واهتمامهم بالتواصل معه؛ فبالرغم من اختلاف الأجيال بين أستاذ نبيل وبين شباب تويتر إلا أنه يتناول المواضيع بطريقة حكيمة ورزينة دون تنظير أو تعالى كما تعودنا من هذا الجيل. فتجد نفسك أمام حالة فريدة من التفهم والثقافة تشعرك بأنك تتمنى لو كان كل هذا الجيل نبيل الحلفاوى.

وعندما سعيت للوصول إلى أستاذ نبيل اكتشفت أنه مُقل للغاية فى الظهور فى التليفزيون وعلى صفحات الجرائد، حتى أنى سمعت أن قناة الحياة طاردته 7 شهور حتى يظهر على شاشتها ليجرى حوارا. لكن الوضع لم يكن بهذه الصعوبة بالنسبة لى لأنى تربطنى صداقة منذ أعوام بنجله المخرج الشاب وليد الحلفاوى الذى سهل من مهمتى كثيرا بالمدح فى إحنا وفىَّ شخصيا حتى يوافق على إجراء هذا الحوار..
.


طبعا أنا عامل اللى عليا ومذاكر كويس فمش هـ اسأل حضرتك السؤال التقليدى بتاع الكومبيوتر والإنترنت لإنى عارف إن حضرتك بـ تستخدم الكومبيوتر كويس من زمان، اللى عايز أعرفه، اشمعنى تويتر ومش فيس بوك؟
أنا بطبيعة شخصيتى ما بحبش الزحمة والهيصة والفوضى، ولما دخلت على الفيس بوك لاقيت فيه فوضى ومافيهوش ضوابط وناس كتير وصور كتير ... من الآخر ما حبيتوش...

علشان مش بـ يحافظ على الخصوصية؟
مش بس حكاية الخصوصية، إمكانية إن الناس تكتب تعليق طويل جدا خلال نقاش ما عجبتنيش ... فأنا ابتعدت تماما عن الفيس بوك، وجيت فى منتصف السنة دى قلت طب ما أدخل على تويتر ده أشوف أخباره إيه، دخلت وقريت فى الـ help بتاعه ولاقيته مناسب جدا لشخصيتى، مرتب ومتستف، والتويت الواحدة -التغريدة الواحدة يعنى- مش بـ تزيد عن سطرين، فالكل بـ يلخص اللى هو عايز يقوله فى السطرين دول، فمفيهوش لخبطة الفيسبوك ... الحقيقة شدنى، ولما ابتديت أستخدمه لاقيته وسيلة ممتازة جدا للتواصل مع الشباب والتعرف على فكرهم، وإيه اللى يخليهم يعملوا حاجة أو ما يعملوش حاجة. آه صحيح احنا شغلنا بـ يستدعى التواصل مع الناس مع الفئات العمرية المختلفة لكن مش بالبانوراما دى، مش بالاتساع اللى بـ يوفره تويتر، وخصوصا إن الناس اللى بـ تتبعك مش شرط تتبعك علشان مؤيدين لأفكارك، ممكن يبقوا ضد أفكارك بس يتبعوك برضه، ممكن لو انت شخص معروف يتبعوك للفضول، عايزين يعرفوا انت بـ تفكر ازاى، فـ تلاقى عدد متابعيك بـ يتسع، واللى بـ يردوا عليك واللى بـ يعترضوا على اللى بـ تقوله واللى بـ يناقشوك، فأسعدنى جدا وجود الـ social media أو الإعلام المجتمعى ده، واستمريت فيه بالتدريج.

تمام...
وبعدين احنا بـ نمر بفترة فيها اضطرابات وأحداث سريعة وحبيت أشارك برأيى، والغلط أقول عليه غلط والصح أقول عليه صح، وأعتقد إن فيه عدد لا بأس به من الناس بـ يجد فى أفكارى شىء معقول ومقبول، واللى بـ يختلف معايا بـ اتناقش معاه، والحقيقة وجدت من التجاوز فى الحوار نسبة قليلة جدا! ليه؟ لأن هم بـ يلاقوا إنك مالكش أى مصلحة سياسية ولا منحاز لفكر معين ولا منضم لحزب أو جماعة، فبـ يصدقوك، بـ يصدقوا إن ده رأيك، حتى لو مختلفين معاك.

هو اللى بـ يميز حضرتك إن آراءك غير آراء الجيل اللى حضرتك بـ تنتمى له، يعنى أبويا وآباء أصاحبى مثلا، رأيهم مش بـ يكون شبه رأى حضرتك...
الفكرة إن أنا مش بـ افترض سوء نية الشخص إلى أن يثبت العكس، وبـ حط نفسى مطرح الآخرين، وبـ افترض إن الشباب دول شباب مخلص ووطنى وأبطال، وأحب أتناقش معاهم، وبـ نوصل لنقطة التقاء وحتى لو بعضهم لهجته عنيفة شوية، أنا بـ نبه لهذا وفى نهاية المناقشة بـ يعتذر لى عن اللهجة اللى ما عجبتنيش، لأن النقاش ما بـ يتدخلش على أنه معركة ولازم حد يكسب! أنا بـ قول رأيى وإن كان فيه حد مؤيد وبـ يكمل على رأى أو حتى ضد رأى بس لى وجهة نظر لافتة بـ اعمل retweet (إعادة نشر) لكلامه إلا لو فيه عبارات مديح ليا أنا كشخص لأن ما يصحش طبعا أعيد نشر مديح فيا!

أنا بـ لاحظ ده طبعا...
آه آه، بـ اعرض الرأيين ... النقاش بقى بـ يختلف تماما لما يبقى رأى قـُصاد رأى، وحجة قـُصاد حجة، غير تماما لما تهاجمه وتشتمه وتقول له انت ما بـ تفهمش، ما يمكن انت اللى مش فاهم، ما يمكن انت اللى معلوماتك ناقصة، التجرد والنظرة الموضوعية للأشياء هى اللى بـ تعمل جسر الحوار والثقة بين الاثنين اللى بـ يتكلموا مع بعض، إنما لما واحد يتمسك برأيه وبموقفه ويتهم الآخرين بأنهم مش فاهمين وبالخيانة أو يجرح فيهم ، فخلاص دى مناقشة محكوم عليها بالإعدام مقدما. افترض حسن النية وافترض إن اللى قدامك عنده معلومات انت مش عارفها واسمع اللى عنده يمكن لما تعرفه تغير موقفك.

تمام...
وبالإضافة إلى أن أكثر ما يؤثر على توجهى الشخصى هو إن أنا ضد الاستقطاب، أنا كشخص بـ حارب الاستقطاب، يعنى فيه ناس كتير بـ يقولوا لى: "احنا مش فاهمينك ساعة نقول إنك كده وساعة نقول إنك كده"، فأنا بـ رد أقول إن انت لو تخلصت من فخ الاستقطاب مش هـ تربكك آرائى، بالعكس هـ تفهمها وهـ تتقبلها وهـ تلاقى إن مفيهاش تناقض، انت بـ ترتبك لأنك واقع فى أسر الاستقطاب زى بالظبط ما فى الكورة، الأهلاوية المتعصبين موقفهم هـ يبقى مُعادى للحكم لو حكم ضد لعيب أهلاوى، أيا كان مدى صحة قرار الحكم،عمرهم ما هـ يرضوا بيه أبدا، وساعتها الزملكاوية المتعصبين هـ يعجبهم قرار الحكم طالما فى صالح فريقهم وهـ يدافعوا عنه جدا وعمرهم ما هـ يقولوا إنه قرار خاطئ أو ظالم، بينما المشجع العادى اللى مش واقع فى فخ التعصب للفريق هـ يعرف يصدر رأى سليم على قرار الحكم. فالجماعة المستقطبين دول بـ يستغربوا لما مرة أقول على الحكم كويس ومرة أقول عليه وحش، يعنى هما مثلا ضد المجلس العسكرى يبقى لازم تشتم وتهاجم وما تقولش أى كلمة مش مؤيدة... لأ ده انت ما تقولش أى كلمة تبقى ما بـ تهاجمهوش فيها، النظرة الموضوعية لأى موقف بـ يؤيدوك فيها لو كانت متفقة مع وجهة نظرهم. أنا ضد الاستقطاب، لو عايز عنوان للحوار ده خليه أنا ضد الاستقطاب!

أيا كان اتجاهه أو نوعه طبعا...
أيا كان، استقطاب سياسى أو دينى أو كروى أو ضد فلان أو مع فلان، أو حتى استقطاب عمرى اللى من نوع "اللى فوق 40 أو 50 سنة يا ريت ما يتكلمشى" واللى فوق الـ 40 اللى يقول لك "الشباب دول عيال وما يعرفوش حاجة ومش فاهمين حاجة وهـ يودوا البلد فى داهية"، ده غلط وده غلط، ما ينفعش تبقى مع الثورة على طول الخط ولما تنتقد خطأ ما أو تصرف ما تبقى انت بقى ضد الثورة. هم بـ يستغربوا لما يلاقونى مع الثورة إنما برضه ساعات أقول آه ده ينفع ولأ ده ما ينفعش...

أنا فاهم حضرتك بـ تتكلم فى إيه، لأن أنا من الأشخاص اللى متابع حضرتك واعتقدت إن حضرتك هـ تبقى من الأشخاص اللى ضد الانتخابات واستغربت فى الأول لما حضرتك أيدتها...
لا لا، شوف بالنسبة للانتخابات، أنا كنت متأكد إن مش هـ يتم فيها تزوير، لا هـ يحصل تزوير فى بطاقات ولا تزوير فى الفرز، ممكن تحصل مخالفات زى اللى احنا شفناها لكن مش هـ يحصل تزوير. وبـ يبقى إحساس جميل جدا لما تنزل تنتخب وتبقى مش عارف فعلا مين هـ يكسب حتى لو كنت أنا وكتير توقعنا فوز الإخوان المسلمين لكن برضه انت مش عارف هـ ياخدوا الثلثين ولا النص ولا إيه، فده شىء عظيم وعمرنا ما مرينا بيه فى حياتنا. ولأنى كنت عارف إنهم هـ ياخدوا أكبر نسبة، فكنت عايز كل الناس تنزل، علشان يبقى فيه تكافؤ فى الفرص، لأن أنصار الإخوان هـ ينزلوا هـ ينزلوا وعلشان يبقى فيه تكافؤ فرص أنصار التيارات الأخرى لازم تنزل! لازم يبقى فيه نوع من التوازن، يبقى البرلمان متوازن وفيه معارضة، بدل ما كيان واحد يسيطر... هـ نفضل كده طول عمرنا ولا إيه؟ يعنى لو إخوان أخدوا 40% مش هـ يقدروا يمرروا قرار إلا لما يقنعوا بيه جزء آخر من التيارات المدنية، فده سبب تشجيعى للناس إنها تنزل وتنتخب، أيا كان بقى البرلمان هـ يقعد شوية صغيرين ولا هـ يقعد 4 سنين، دى مسألة تتوقف على الدستور لأنهم ممكن يحطوا أحكام انتقالية، والبرلمان ده يستمر، وتطبق المواد الجديدة من البرلمان اللى جاى، فلازم الناس كان تنزل خصوصا وإن البرلمان ده هـ يكون له دور أساسى فى تشكيل اللجنة اللى هـ تضع الدستور...

حضرتك كان ليك تويتاية انتشرت جدا عن الأغلبية الساحقة و..
ما هو ده اللى أنا قصدى عليه، إن علشان تبقى الأغلبية ساحقة عن حق لازم كل التيارات تنزل، وللأسف ده حصل فى الإعادة، نفس عدم تكافؤ الفرص، الإخوان طبعا بـ ينزلوا ده واجب دينى بالنسبة لهم، لكن اليساريين أو الليبراليين أو غيره ما بـ ينزلوش الإعادة، يقولوا لك ما احنا نزلنا وانتخبنا خلاص، طب يا جماعة ما دى اللى هـ تحدد النتيجة! بـ يعملوا زى طالب دخل الامتحان، ولما قالوا لأ ده هـ يتعاد، قال لا مش هـ ادخل امتحان تانى، طب ما انت كده هـ تسقط! فهو الأغلبية على عينينا وعلى راسنا، لكن لازم يبقى فعلا كل الشعب بـ ينزل ينتخب مش جزء من الشعب بس! ولازم زى ما يبقى فيه شروط للمرشح يبقى فيه شروط للناخب، ولما قلت كده هوجمت هجوم شديد، لكن أنا رأيى إن ممكن يُضاف شرط إن الناخب يبقى بـ يجيد القراءة والكتابة...

اقتراح أنا شايفه منطقى جدا...
لأ، الناس ساعتها قالت لى انت عايز تظلمهم مرتين، مرة لأنهم ما اتعلموش ومرة نقول لهم ما تنتخبوش، بس لأ بالعكس أنا مش عايز أظلمهم أنا بـ حط الشرط ده لأنه هـ يترتب عليه مزيد من حسن الاختيار هـ يفيد الناس دى ... وبعدين يا أخى هـ تلاقى ساعتها كبار السياسيين اللى فازوا هـ يفتحوا فصول محو الأمية علشان يعلموا بقلب الناس دى ويكسبوا صوتهم فى الدورة اللى جاية ... مش معقول واحد يجهل القراءة والكتابة وتسأله فى مواد الدستور! هى الديمقراطية لها عيوب، ثبت إنها أفضل نظام للحكم بس لها عيوب، زى ما الجواز بقى غالى بس ثبت إنه أفضل نظام اجتماعى، عيوب الديمقراطية بـ تتفاوت من دولة لأخرى، تتفاوت حسب درجة التعليم والوعى والثقافة وكده، ورغم ده فى أحسن الدول ممكن يختاروا اختيار خاطئ، بس على العموم حاليا الناس كلها بقت تتكلم فى السياسة بدل الكورة، فبمرور الوقت مع ظهور أجيال جديدة تنشأ فى ظل الديمقراطية هـ تتحسن الأمور لدرجة كبيرة، لكن لهذا الحين نحاول نقلل من عيوبها شوية، أولا بأننا نطبق القوانين ما نسيبش الناس تخالف القوانين علنا كده، ثانيا اللى رايح ينتخب يبقى عنده الحد الأدنى من التعليم وهو القراءة والكتابة، ما ينفعش يتم حشد لناس رايحة ومش فاهمة هى رايحة تعمل إيه...

بالنسبة للتويتر، فيه ناس كتير بـ تشوف إن تويتر "نخبوى" يعنى النخبة بس هم اللى بـ يكلموا بعض من خلاله ومنفصلين عن الشارع...
لأ، ده تعبير غير دقيق، فيه نوعيات كتير جدا جدا على التويتر مش بس النخبة، إنما هو الفكرة إن الفيس بوك والتويتر وكل الـ social media يوم ما تتمعظم مش هـ تمثل أكتر من 10%، يعنى هو محدود حجما بالنسبة لتعداد الشعب كله، فالآراء المتداولة على التويتر لا تعبر عن جموع الشعب المصرى...

طيب، أنا كنت عايز أعرف رأى حضرتك فى المجلس العسكرى والحكومة، هل حضرتك شايف اللى بـ يحصل ده نتيجة لأنهم فعلا شايفين كيفية إدارة مصر غير ما احنا شايفينها، ولا هو فيه تواطؤ ومخطط فعلا لإجهاض الثورة ولا إيه؟
بُص يا كريم، تواطؤ مع مين؟ مع مبارك وأعوانه ما خلاص دول انتهوا ولا رجعة ليهم ومن يريد أن ينجو يقطع أى صلة بيهم، محدش هـ يتواطأ مع ناس فى السجن بهذا الشكل، التعبير اللى كتير بـ لاقيه بـ يفرض نفسه عليا هو "الارتباك" ... ارتباك قد يصل فى بعض الأحيان إلى درجة التخبط، وده ناتج عن أولا أنهم تفاجأوا بالموقف اللى بقوا فيه، ثانيا إننا لم نعرف أن أحدا منهم له طموح سياسى، يعنى لما قامت ثورة 52 بظباط برضه، قامت بظباط اشتغلوا سياسة، عبد الناصر كان قارى سياسة جدا، وكان فيهم أعضاء فى الحزب الشيوعى وكان فيهم أعضاء فى الإخوان المسلمين، المجلس العسكرى لأ، محدش فيهم انطوى تحت أى كيان سياسى، ومالهمش أى توجه سياسى أقصد بالمعنى الحرفى للسياسة مش بالمعنى الواسع، وفجأة مش بس طـُـلب منهم إدارة البلاد.

تمام...
دول طـُـلب منهم يقوموا بالدور الأمنى داخل المدن ودى مسألة هم مش مؤهلين لها زى الشرطة، الشرطة هى اللى تعرف تتعامل مع المواطنين فى حالة الفوضى والبلطجية والمجرمين إنما دول عسكريين، وأضف على كل ده إنهم تعهدوا بأنهم ما يضربوش طلقة على مواطن وبعدم استعمال القوة، وفى نفس الوقت حصل انفلات أمنى ودخول البلطجية بضراوة واللى بـ تحركهم أيادى داخلية وخارجية طبعا فى المشهد، فبقت الناس بـ تنتقدهم وتهاجمهم انتم ازاى سايبين الدنيا كده؟ والثوار نفسهم كان بـ يلوموهم على ده، ولما بـ يضربوا ويستعملوا العنف، العنف بتاعهم طبعا قاسى، الناس برضه بـ تهاجمهم انتم بـ تضربوا ليه وبـ تموتوا ليه، فهم فى حالة ارتباك يواجهوا ولا ما يواجهوش لأن فى الحالتين بـ تتم المؤاخذة، نفس الفكرة فى انتخاب الرئيس والدستور، لما قالوا ننتخب رئيس الأول وبعدين نعمل دستور، الناس قالت لأ ييجى الرئيس على أى أساس؟ ودى كانت أحد الأسباب اللى البرادعى انسحب علشانه، ولو قالوا طب نعمل الدستور الأول وبعدين ننتخب رئيس، هـ يقولوا يبقى انتم عايزين تقعدوا بقى، فتعدد الرؤى وتعدد المطالب يزيد الارتباك.

ما إحنا ما شفناش أى حاجة من مطالبنا بـ تتحقق!
بص، شباب الثورة بـ يطالبوا المجلس بتنفيذ مطالبهم، طيب هاتوا لنا منكم اللى يمثلكم، الشباب يقولوا لأ مفيش حد بـ يمثلنا وقوتنا وميزتنا إن مالناش قائد، طب يعمل إيه المجلس؟ ما فيه مليون ائتلاف وفيه مليون رأى، وده اللى أنا قلته فى الأول وما عجبش، عدم وجود قائد ده ميزة فى مرحلة الهدم، أما فى مرحلة البناء والسياسة والانتخابات لازم يبقى فى كيان قيادى. قلت للشباب لما أخدت بالى إنهم متقسمين زيادة عن اللزوم اعملوا برلمان للثورة بينكم وبين بعض يبقى 200 واحد والـ 200 ينتخبوا مجلس قيادى للثورة أو يسموه زى ما يسموه علشان تنسق امتى يعملوا مليونية وامتى ما يعملوش ويعرفوا يواجهوا التيارات السياسية ويبقى ليهم كيان، ما المجلس بـ يحاول يتكلم ويتفاهم مع الإخوان علشان هم ليهم كيان وليهم الناس اللى يتكلم معاهم، فلازم الشباب يبقوا كيان يعرف ينسق مع بعض بحيث إن فى الانتخابات ما تنزلوش قصاد بعض، إنما هما اختاروا يبقوا من غير قيادة وما ينفعش فى المرحلة دى يبقوا من غير قيادة... التناثر ده ما ينفعش، ما لحقوش الدورة دى، عايزينهم يلحقوا الدورة اللى جاية، عايزين الشباب الوطنى اللى ضحى وحط روحه على إيده علشان ينتقل بمصر إلى مكانة تستحقها لازم ندعمهم، بس لازم هم يحسوا بنبض الشعب، لما الناس تبقى مش عايزة تعطيل ولا وقف حال ولا قطع طرق، يبقى لازم الاستجابة لده.

طب نعمل إيه؟!
اعمل تظاهراتك واعمل اعتصاماتك من غير ما الناس يقولوا انت السبب لأن مش انت السبب، الثورة مش مسئولة عن أى سوء بـ تمر به البلاد، فما يجيش الشباب يحملوا نفسهم المسئولية لما يعملوا مظاهرات مستمرة تهرب السياح والاستثمار، ليه كده؟ ليه تخلوا الناس تفتكر إن ده نتيجة الثورة والبلد كانت كده من قبلها، لازم يبقى فيه حكمة فى امتى ننزل وامتى ما ننزلش، ولو نزلنا هـ ننزل نعمل إيه، ودلوقتى بـ اسمع إن الثوار يقولوا: هـ ننزل وهـ نعمل زى 25 يناير اللى فات، فيه فرق كبير بين 25 يناير اللى فات وبين 25 يناير ده، الشعب يعلم هذا الفرق أما الثوار لأ، 25 يناير اللى فات، كان حتى اللى مش بـ يفكر فى ثورة ولا فى سياسة كان حاسس بحجم الفساد والبؤس اللى البلد فيه وإن الحكومة هى السبب فى كل حاجة، فالناس كانت مع الولاد، الشباب اللى قرر يثور على هذه الأوضاع المزرية، أما النهارده فالنسبة الأكبر مع المجلس العسكرى، ده أول فرق.

تمام...
الفرق التانى إن لما الناس نزلت وكنت تقول لها أمال مين يمسك، كانت تقول لك الجيش يمسك، يعنى كان فيه بديل دلوقتى الناس مش لاقية أصلا بديل، فدول فرقين كبار جدا عن يناير اللى فات، الناس بقى عندهم ضيق من تصرفات الثوار، علشان كده ابتديت أنصحهم بضرورة إيجاد طرق تانية للضغط غير الاعتصامات الكتير، طبعا كان فيه هجوم عليا وازاى وهى دى وسيلتنا للضغط والإنتاج ما كان أصلا واقف، وانا بـ ازعل جدا من الكلمة دى، أيوا كان واقف بس احنا قمنا بثورة ليه علشان يفضل واقف؟ محدش يقول لى: ما الأسعار أصلا كانت غالية، طب ما احنا قمنا بثورة ليه؟ ما كان بلاها بقى! فانا قلت من زمان لازم طريقة أخرى للاعتراض، ودلوقتى... بعد سنة!! بـ يدوروا على أساليب أخرى، زى السلاسل البشرية بتاعة مصرنا، دى فكرة جميلة جدا... ما سمعوش الكلام من الأول لما قلت إن ميدان التحرير فقد فعاليته، لكن ده ما يمنعش إن الناس تنزل يوم 25 تحتفل مع إن فيه حتى ناس بـ تدين الاحتفال!

هو أنا الصراحة من الناس اللى مش عاجباهم فكرة الاحتفال...
لأ بس بُص يا كريم، دى وجهة نظرى يعنى...

آه طبعا اتفضل...
انت لما تدين الاحتفال كأنك حكمت على أمجد أيام حياتنا، على حدث من أعظم الأحداث اللى مرت بها مصر، على ثورة راح فيها شهدا وبهرنا العالم كله، وبعدين نيجى نحكم على ده كله بالفشل، فده ظلم... احنا بس عايزين نستكمل أهداف الثورة، محدش يقول ثورة تانية، هى الثورة لسه مكملة لحد ما تكمل مطالبها اللى ما اتحققتش، لكن تحتفل بذكراها وكل حاجة... أصل تحقيق أهداف الثورة كاملة هـ ياخد سنين، عملية اكتشاف الأخطاء والإصلاح والتغيير دى عملية مستمرة، فما بالك بدولة زينا مليانة مشاكل، احنا مشاكلنا المزمنة اللى هى فى التعليم والغذاء والإسكان وأولاد الشوارع والاقتصاد ما حطيناش فيها طوبة لحد دلوقتى، فاحنا نستمر فى الضغط وفى المطالبة بتحقيق الأهداف إنما نبدأ فى البناء، يعنى نيجى فى 2013 تبقى أهداف الثورة التانية ما اتحققتش كلها نقول يالا نعمل ثورة ثالثة...

أمال نعمل إيه؟
لا...لا ده مش طبيعى الكلام ده أبدا، الطبيعى إننا نشوف إيه الأخطاء اللى حصلت فى الثورة دى وليه الناس ما بقتش متجاوبة مع الثورة، نتجنب الأخطاء دى ونلاقى حلول عملية زى السلاسل، ونعرف إن الناس لما انتخبوا الإخوان ما انتخبوهمش لأسباب دينية بل لأسباب "خدمية"، فنتعلم ده نتعلم الناس عايزة إيه؟ بس ما نطولش فترة التعلم علشان نقلل حجم الخساير والتضحيات... وما نخسرش الناس... اوعوا يا شباب تخسروا الشعب، وخدوا بالكم من المندسين وسطكم مش من برا ولا من اللى فى طرة، اللى فى طرة ولا يحلموا يرجعوا يمسكوا تانى ولا بتاع، لأ من ناس كان ليهم علاقة بالنظام السابق وخايفين من الملاحقة، ولما يولع واحد فى المجمع ويتقال عليه بلطجى، ما تقولوش: لأ محدش يقول على الثوار بلطجية! لأ البلطجى بلطجى، أما الثوار فمعروفين، هم الشباب الوطنى اللى خرج علشان مصر...

حاجة بصراحة باسطانى جدا إن حد من جيل حضرتك مقدر الثورة كده...
(يضحك)...انت فكرتنى بشاب قال لى على التويتر: انتم الجيل الخيبان واحنا اللى عملنا وعملنا، فقلت له: يا بنى هو انتم يعنى ولاد حرام؟ ما انتم ولادنا، وبعدين على أيامنا فيه ناس ناضلت واتسجنت واتشردت وماتت ومحدش حس بيها علشان احنا لا كان عندنا انترنت ولا فضائيات... عارف الكلام ده زى إيه؟ زى برضه ما ثورة 52 لغت نضال اللى قبلها كله واعتقدنا ساعتها إن كل الباشاوات فاسدين، إلا إنه اتضح عكس كده لما كبرنا واطلعنا...

طيب بالنسبة لانتخابات الرئاسة نحب نعرف لو بـ تزكى حد مثلا...
لا فى الحقيقة لحد دلوقتى مفيش حد معين، أنا كتبت مرة بس بعد ما اتفرجت على حوار مع عبدالمنعم أبو الفتوح، إن الراجل ده صادق، حسيت بالصدق كانطباع، إنما أنا ما استقريتش لسه، خصوصا إن مش عارف النظام هـ يبقى شكله إيه بما إن الدستور لسه ما اتحطش، أصل لو دولة برلمانية يبقى أختار واحد مظهره كويس ولبق وبـ يعرف لغات، غير لما يبقى نظام برلمانى مختلط يبقى لازم نعرف توجهاته وبرنامجه، لسه الدستور ما اتحطش ولا باب الترشيح اتفتح فمسألة إنك تحدد هـ ترشح مين أعتقد إنها مسألة سابقة لأوانها.

سؤالى الأخير، إيه سبب إن حضرتك مُـقل فى الظهور الإعلامى جدا والوصول لحضرتك صعب كمان...
والله ده من زمان، أنا شايف إن كتر خير الناس تستحملنى فى التليفزيون (يضحك)

لا ازاى بقى؟
والله فعلا، كفاية الدراما التليفزيونية، كمان هـ اقعد أنط لهم فى البرامج؟ وبعدين معظم الأسئلة بقت مكررة وبالتالى الإجابات مكررة، وكل الناس بقوا ملايكة، فما بلاقيش لظهورى معنى إلا إذا كان فيه حاجة فعلا تستدعى وده ما بـ يحصلش إلا على فترات متباعدة جدا، بعدين بـ ابقى عايز أوحش الناس، بحيث لما أطلع فى عمل يبقوا مشتاقين يشوفونى.

والله بدون أى مجاملة ولكن أنا تمنيت دلوقتى لو هذا الحديث يسمعه الجيل بتاعى كله...
ربنا يخليك يا حبيبى ... ألف شكر

ليست هناك تعليقات:

إحنا