مجلة إحنا

مجلة إحنا
غلاف عدد نوفمبر

الأربعاء، 18 يناير 2012

حوار "سميرة إبراهيم" صاحبة قضية كشف العذرية - مريم عبد الجابر

بعد ما قبضوا على بعض المعتصمين خلال فض أعتصام 9 مارس، رحلوهم على السجن الحربى، وخلال التحقيقات اللى كانت مليانة إهانات وإنتهاكات، خدوا من البنات 8 ناشطات واللى منهم سميرة، دخلت سميرة "أودة" شبابكها مفتوحة وطلبت منها ست تقلع هدومها كلها، ولما ما رضيتش دخل ظابط كهربها، فقلعت، وتم الكشف عليها بدون رضاها، وضابط رايح يتفرج وظابط جى يتفرج واللى يصور واللى يضحك. خرجت سميرة من السجن الحربى،هديت وبعدين قررت أنها مش هـ تسيب حقها، وبقرارها ده بقت البنت الوحيدة من الـ8 ناشطات اللى رفعت قضية على المجلس العسكرى، المسماه بقضية كشف العذرية.

أنا مش فاكرة عملت وحضرت كام لقاء من ساعة ما أشتغلت هنا، بس لو مليون حوار، برضه مفيش حد أتشرفت إنى قابلته قد سميرة، بنت جدعة وقوية وصامدة وعنيدة وشجاعة وصريحة زى السيف، ده غير أنها ذوق ولسه قادرة تضحك...


كنت فى النيابة العسكرية ليه النهارده؟
موضوع مستفز ولحد دلوقتى مش فاهمة طلبونى ليه أساسا! هم كده، كل شوية ... "ألو أيوا أنت سميرة؟" " أيوا أنا" ... "طب عايزينك فى النيابة بكرة الساعة كذا" ... بصى زى ما تقولى كده إن كل شوية يجيبونى ويجسوا نبضى إن كنت هـ اتنازل ولا لأ ...

وأنت طبعا استحالة ...
انت أكيد شفتى الفيديو اللى أنا بـ احكى فيه اللى حصل لى ... أتنازل ازاى بعد كل ده؟

شفته بس كنت عايزة أسمع منك وجها لوجه إيه اللى حصل ...
صعب، نفسيا والله صعب عليا. مش قادرة أعيد الحكاية. انت مش هـ تصدقى كم الألم النفسى والجسدى اللى مريت بيه ... أنا قعدت فترة أتعالج نفسيا.

أنا متخيلة طبعا ...
لأ فوق ما تتخيلى ... يعنى كنت كل ما أقول أكيد آخرهم كذا، ألاقى أقذر! يعنى مصنفات العفو الدولية صنفت اللى حصل لى بأبشع جريمة حصلت فى 2011 ... يعنى شوفى القذافى مات ازاى بس اللى حصل لى كان بالنسبة لهم أبشع!

اللى حصل معاكِ حصل مع كام واحدة كمان؟
بصى هم كانوا مركزين عليا وعلى الـ7 ناشطات اللى معايا ... وانا ما أعرفش أساميهم بس عارفة شكلهم لأنهم كانوا من اللى بـ ينزلوا من قبل 25 يناير.

الـ7 حصل لهم نفس اللى حصل لك؟
أيوا

طب ليه مش معاكِ فى قضيتك؟
أنا طلبت منهم كتير أوى يتكلموا ويرفعوا القضية معايا ... بس ما رضيوش!

خافوا؟
يمكن خافوا ... الانتهاكات اللى حصلت لنا أفظع من إن يبقى الكلام عنها سهل، وكمان الموضوع حساس جدا، غير إن فكرة إنك ترفعى قضية على المجلس العسكرى، وبـ تحاربى الإعلام اللى عايز يدارى الحقيقة، وبـ تحاربى فكر ناس ضدك، ده غير بقى التهديدات اللى بـ تيجى لك كل شوية ...

على تليفونك؟
أيوا من "أرقام محظورة" أو "غير معروفة" ... ورحت أقدم بلاغ للنائب العام قال لى هاتى لى رقم الأول مفيش بلاغ ضد رقم مش معروف ...

وبـ يقولوا لك إيه فى التهديدات؟
مصيرك هـ يبقى زى خالد سعيد ... مفيش ثورة ... الثورة مش هـ تنفعك ... كلام كده!

ما كانش فى حد فيهم كويس، ولا حد باين إن صعبان عليه اللى بـ يحصل لكم ؟
خالص! دول كانوا بـ يتسابقوا مين يبقى أشطر من التانى فى الذل والإهانات، مين هـ يغرز وش البنت اللى فى إيده فى الرمل أكتر! كانوا بـ يتعاملوا معانا كأننا حشرات، احنا اللى خربنا البلد، احنا اللى مشينا الرئيس! الرئيس بتاعهم وقالها لى الظابط فى وشى: "خلاص ما بقاش رئيسكم بس هـ يفضل الريس بتاعنا" ...

ولا حتى الست اللى طلبت منك تقلعى وحضرت التجاوزات اللى بعدها؟
ولا أى حد ... هم فى مخهم كلهم إن احنا اللى خربنا البلد، وإن أى حاجة يعملوها معانا وفينا دى حلال ومن حقهم ...

كنت تتوقعى من هذه المؤسسة العسكرية كل التجاوزات دى؟
آه وانا من يوم 28 وانا مش بـ ثق فيهم ...

ليه بقى؟
فيه عربيتين خاصتين بالجيش المصرى كانوا بـ يمونوا الداخلية، واحدة منهم اتحرقت والتانية هربت...

الرواية دى اتقالت كتير ، انت شفتيها بعينك يعنى؟
لا يا حبيبتى شفتها بعينى فى ميدان التحرير ...

يعنى ما فرحتيش بالجيش زى الشعب ما فرح!
ده أنا حزنت! كنت عارفة احنا رايحين على فين، مش حسنى مبارك قال أنا أو الفوضى؟ أهو هم الفوضى بقى! والعسكر دلوقتى بـ يلعبوا يا أنا يا الإسلاميين، وطبعا الناس تترعب من الإسلاميين اللى هم أصلا أصحاب صفقات.

غريبة إنك بـ تقولى كده وانت والدك وخالك إسلاميين ...
آه بس أنا بـ قول لك الحق والصراحة ...

طب هايل
أنا دلوقتى همى كله شباب الثورة اللى مالهمش أى صفقات ولا مصالح اللى بـ يموتوا فعلا علشان البلد تبقى أحسن، دول عندى طبعا أحسن مليون مرة من بتوع الانتخابات والبرلمان والبتنجان ... يعنى أنا والدى دلوقتى أصلا بقى مع مين؟

مين؟
بقى مع الشباب ... راح انتخب الثورة مستمرة، فهو آه إسلامى بس شايف إن اللى عمل الثورة هو اللى يجنى ثمارها وإن لو كان الإسلاميين عملوها، كان ياخدوها بس مش هم اللى عملوها! أنا بابا بـ قول له مرة: يا بابا شكلهم هـ يهجموا على الميدان، عيط! على طول يقول : "الشباب حرام يموتوا ... ليه يموتوا؟"

أنا ملاحظة إنك متأثرة بوالدك ...
تبتسم أنا أبويا عندى حاجة كبيرة أوى

طيب بمناسبة الأهل، أنت من سوهاج يعنى صعايدة، ووالدك وخالك إسلاميين، فانا متفاجأة إنهم ساندوكى رغم إن فى مجتمعنا مفيش أهالى كتير هـ يساندوا بنتهم فى قضية زى قضيتك ...
بصى، أنا قررت آخد حقى وانا داخلة السجن الحربى، ولما خرجت وعليا سنة سجن أبويا قال لى التاريخ بـ يعيد نفسه، علشان فى التسعينيات اتحاكم عسكريا لأنهم لفقوا له قضية اغتيال الوزير السابق زكى بدر، بس طلع براءة ... أبويا عرف الظلم كويس وعارف أنا حاسة بإيه وبـ يدعمنى جدا.

ليكى إخوات ولاد؟
أخ أصغر

طب ورأيه إيه؟
بـ يساندنى جدا جدا ... أنا لولا أسرتى كان زمانى دلوقتى فى الباى باى ...

أنا ملاحظة إنك قوية بيهم ...
بالظبط كده، أنا داخلة فى المجلس شمال مستقوية بأهلى ...

يا ريت كل الأهالى كده فى حق ولادهم والله ... بـ تشتغلى إيه يا سميرة؟
أنا كنت بـ اشتغل مديرة تسويق فى شركة أدوات تجميل هـ احتفظ باسمها بس اتفصلت

فصلوكى؟ ليه؟
لأن بعد ما خرجت من السجن الحربى، الشرطة العسكرية راحت تسأل عليا هناك ... ففصلونى ... مش مهم مش دى القصة هى أساسا البلد بـ توقع!

إيه رأيك بقى فى موضوع إن البلد بـ توقع فكفاية وحرام عليكم يا بتوع التحرير وكده؟
أيوا بـ تقع بس مش حرام علينا احنا، حرام عليهم هم! مش كفاية احنا! كفاية يا مجلس! كل يوم بـ يمر والمجلس قاعد فيه بـ نخسر أرواح.

ليكِ فى السياسة من زمان ... من أولى ثانوى؟
(تضحك) آه كنت كاتبة موضوع تعبير فى أولى ثانوى، كانوا قالوا لنا اكتبوا عن دور الجيش العربى العظيم فى التصدى لإسرائيل، طبعا بمنتهى التلقائية والصراحة قلت دور إيه؟ ده فيه مدابح فى فلسطين ومفيش وزير من عندنا طلع يقول لهم بخ حتى! لاقيت تانى يوم فى امتحانى ظباط أمن دولة جم شدونى من اللجنة، واتحقق معايا، وسابونى!

شايفة إن هـ يقوم لنا قومة تانى وفيه 25 يناير تانى؟
صعب الواحد يتوقع أى حاجة دلوقتى! بس أنا كسميرة من ديسمبر اللى فات وانا بـ وعى الناس فى الشارع وبـ قول لهم ينزلوا وما يرحلوش، ومالهمش صالح بالتيارات السياسية الفاسدة لأن احنا عندنا كارثة اسمها الفساد السياسى وكارثة اسمها التعتيم الإعلامى ... يعنى مؤتمر المجلس العسكرى ده، ليه ما يجيبوش ثوار فى المؤتمر يتكلموا ويترد عليهم؟ وطب ليه ما يتعرضش على نفس القناة مؤتمر تانى بقى للثوار يتكلموا فيه؟

انت شايفة إن الشغل فى الشارع هو الحل ...
بالظبط، التوعية، آه هـ نتعب وهـ نغلب، يعنى الواحد ما بقاش عارف يفكر فى قضيته ولا فى اللى المفروض يتحاكموا وما نعرفش هم فين أصلا، ولا فى اللى ماتوا ولا فى اللى هـ يموتوا، بس لازم نتعب، وزى ما أبويا بـ يقول: دى مصر وتستاهل أكتر من كده ...

فيه ناس كتير أوى متعاطفين معاكِ وعايزين طريقة عملية يساندوكى بيها ...
والله أنا لما أشوف أو أسمع عن ناس ضد الثورة أصلا بس مع قضيتى، مش هـ تصدقى بـ افرح قد إيه ... أنا مش عايزة غير دعمهم معنويا ... ممكن يعملوا لى follow بس على التويتر SamiraIbrahim4 ويتكلموا معايا ويعرفوا مواعيد جلسات القضية وكده ...

آخر سؤال ... بتنامى بالليل كويس؟
(تبتسم) أنا أول ما كان بـ ييجى لى استدعاء فى النيابة، كنت بـ اترعب! والحقنى يا بابا كلم المحامى يا بابا، دلوقتى بـ انزل وأروح كأنه مشوار عادى. بقيت أنام علشان بقى عندى لا مبالاة، هـ يعملوا إيه؟ هـ يقتلونى؟ هـ موت؟ طب خلاص أموت ...

بعد الشر وربنا معاكِ وكلنا معاكِ واتشرفنا بيكِ جدا جدا ...
ألف ألف شكر يا مريم ...

لينك للفيديو اللى سميرة بـ تحكى فيه عن تجربتها بالتفصيل :
http://www.youtube.com/watch?v=yZrorJuH3zo

تم هذا الحوار قبل صدور حكم قضائى -يوم الثلاثاء 27 ديسمبر- بإلزام القائد الأعلى للقوات المسلحة بوقف تنفيذ قرا إجراء فحوص طبية إجبارية وبالأخص كشوف العذرية على الفتيات. إذن القضاء الإدارى يؤكد : كشف العذرية باطل. وهذا يعتبر إنتصارا لها.

ليست هناك تعليقات:

إحنا