حوالى عام على أيام تشبه هذه الأيام ... أيام شعرنا فيها بالظلم والقهر كما نشعر بهما الآن ... أيام رأينا فيها مستقبل مظلم يكتبه حكام لا يخافون الله!
عام ونحن نصرخ لنطالب بإسقاط النظام، لكن دولة الظلم تأبى أن تسقط، تأبى أن تترك فرصة لهذا الشعب لكى يعيش ... لكى يذوق طعم الحياة!
لكنى لست متشائما ... لأننا سنتمسك بالأمل! فبعد كل ما رأيته خلال تلك الشهور الماضية أعلم أنهم غير قادرين على قتل هذا الحلم .... نعم، فالأحلام قد تؤجل لكنها لا تموت!
إنهم لا يقرأون المشهد جيدا، يحسبونها كما كانوا دائما يحسبونها ... يحسبونها بالورقة والقلم، بالقانون والقرارات ... بالسياسة والاستراتيجيات ... بالصفقات والاتفاقات ... بملايين الدولارات ... لكنهم لا يستطيعون أن يفهموا .... لا تسطيع عقولهم أن تدرك ... أن تصدق أن مِـن بعدهم خرج جيل يستطيع الحلم ... جيل لا يهاب الرصاص!
قد يظنون أن كل شىء تحت السيطرة ... أن مخططهم لإجهاض الثورة قد كـُلل بالنجاح ... أن هذا الشعب لم ولن يرى النور ... لكنهم لا يعرفون الحقيقة لأن المشاعر والأحاسيس لا يُمكن رصدها ... لأن الغضب لا مؤشر له سوى الانفجار ... لأن الظالم لن يرى النهاية قادمة إلا بعد فوات الأوان!
لا يفهمون كيف نشعر ... ماذا نحس! لا يفهمون ما تتركه تلك المشاهد بداخلنا، لا يصدقون أننا فعلا على استعداد أن نفتح صدورنا للنار ... لا يفهمون نظرتنا لحرارة، ولا حبنا للشيخ عماد، ولا احترامنا لفتاة مجلس الوزراء ... ولن يعرفوا تلك الحقائق إلا ونحن نأخذ بالثأر!
قد يظنون أن الضرب قد أزاد خوفنا ... أن الانتهاكات قد أثرت على عزيمتنا ... أن عجلة الحياة قد تشدنا من جديد لتلك الدوامة ... وننسى كيف كان طعم الحرية، لكنهم مخطئون ... وأعذرهم فهم لم يعرفوا يوما هذا المذاق! مخطئون لأننا لن نفرط فى فرصتنا الأخيرة ... مخطئون لأننا لن نكل ... مخطئون لأننا عرفنا الطريق وعرفنا مَن يريد أن يبعدنا عن طريقنا للحرية!
أيها الجالسون على كراسى السلطة وتنظرون إلينا من فوق ... لن تستطيعوا إخماد ثورتنا ... لن تسطيعوا أن تمحوها من ذاكرتنا ... لن تسطيعوا أن تضيعوا الحلم! وإن كنتم تعتقدون أنكم قد تـُحبطون ثورة هذا الجيل، فتذكروا أن سيأتى بعدنا أجيال وأجيال ثائرة لم يولدوا مثلنا فى الظلام!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق