مجلة إحنا

مجلة إحنا
غلاف عدد نوفمبر

الخميس، 12 يناير 2012

توثيق لعام من انتهاكات العسكر ( مارس 2011) - شهادة مطرب الثورة رامي عصام - تعذيب رامي عصام أثناء فض اعتصام 9 مارس

كتبت هذه الشهادة فى شهر مارس الماضى، لكن لم تسمح الظروف بـ نشر مثل هذه الشهادات التى تدين الجيش فى وقت كان الشعب يلهث لأخذ الصور مع رجال الجيش فى الشوارع! وهاهـى شهادة رامى عصام تخرج للنور ...
أتصلنا برامى عصام فى يوم الخميس التالى للإعتداء عليه فى 9 مارس، لكن لم نستطيع الوصول إليه إلا بعد مرور أكثر من 15 يوم بسبب حالته الصحية والنفسية، وكان هذا أول يوم يقدر على مغادرة فراشه، سألناه
"يعنى فعلا الموضوع كان بالبشاعة اللى بـ نسمع عنها؟"
"وأكتر مما تتخيل ... بس يا كريم عايز أطلب منك حاجة؟"
"طبعا ... أى حاجة"
"ممكن وانت بـ تكتب الموضوع تقول للناس إن رامى عصام شاب مصرى زى أى شاب تانى، وإنه أكتر واحد يكره إن يكون فيه فتنة بين الشعب والجيش، وإنى مستعد أضحى بحقى وأسامح فى اللى حصل لى علشان البلد. ولازم نقول للناس إن مهما حصل فيه ناس كويسين ومحترمين أوى فى الجيش وإنه مش معنى إن فيه تجاوزات يبقى نفقد الثقة فيهم خلاص، لأ الجيش فيه ناس شرفاء كتير ودول اللى إن شاء الله هـ ياخدوا حق الناس اللى اتظلمت واضربوا زيى!"
9 مارس
كنا بـ معتصمين بس مش زى الأول، علشان كنا أقل وكنا داخل الجنينة اللى فى النص، وما بـ نعطلش المرور، كنا بس بـ نعتصم فى هدوء علشان نضغط على المجلس العسكرى علشان يحقق مطالبنا ويفرج عن المعتقلين ويحاكم قتلة الشهداء. وكانت علاقتنا بالقوات المسلحة ممتازة، وكانت كل المشدات اللى حصلت دى حوادث فردية فعلا. وكان كل شىء كويس لحد يوم الجمعة 25 فبراير، لما كان العدد قل جدا بالليل، وكانت دى أول مرة الجيش يضرب فيها المتظاهرين ويعتقلهم. لكن بالرغم من كده كنا متسامحين مع الموضوع جدا واعتذار الجيش بعدها عدل الموازين.


ما كنتش معتصم يوم 9 مارس لما انضربت!
بعدها رجعت على المنصورة لأهلى قضيت يومين ثلاثة علشان أستريح واطمنهم عليا. ورجعت على القاهرة بعد كده علشان كان عندى حفلات. ويوم الأربع 9 مارس كان عندى حفلة فى جامعة عين شمس مع حركة 9 مارس (حركة 9 مارس لاستقلال الجامعة) ومجموعة من الطلبة اللى كانوا معتصمين علشان يقيلوا العميد والدكاترة اللى كانوا بـ يساندوا النظام قبل الثورة. وبعد الحفلة كنت متجه إلى نقابة الصحفيين علشان كان عندى حفلة تانية الساعة 6 مساء. وكنت فى وسط البلد قريب من النقابة بـ آكل وقت ما بدأ الجيش يضرب المعتصمين.

الجيش والبلطجية ضد المعتصمين!
لما بدأت أشوف الناس وهم جايين جرى من التحرير، ما قدرتش أمسك نفسى ولاقيتنى بـ أجرى ناحية التحرير، كنت شايف الوشوش اللى كانوا فى التحرير معانا وهم مفزوعين بـ يجروا من الميدان. وتوقعت إن البلطجية يكونوا اقتحموا الميدان زى يوم موقعة الجمل، لكن لما وصلت الميدان شفت منظر خلانى عايز أعيط، شفت البلطجية بـ يكسروا الخيم وبـ يضربوا المعتصمين فى حماية الجيش. مش عارف ليه ما هانش عليا أمشى وأسيب المكان ده، وقبل ما أعمل أى تصرف كان البلطجية شاوروا عليا، فلاقيت العساكر بـ يهجموا عليا وبـ يمسكونى. مش عارف ليه ما كانش عندى ذرة خوف، كنت متأكد إن لما العساكر هـ ياخدونى لضباط الجيش هـ يطلقوا سراحى على طول. أصل أكيد الضباط المثقفين والمتعلمين هـ يعرفوا اللى بـ يخرب فى البلد من اللى بـ يدافع عنها، وعلى الأقل أنا وشى معروف نسبيا، ومعظم الضباط اللى حرسوا التحرير عارفينى شكلا!

الاعتداء
كنت متخيل إن الضباط هـ يسيبونى فى دقايق، وإنى حتى هـ الحق حفلة نقابة الصحفيين اللى كان فاضل عليها شوية قليلين، لكن اللى حصل عكس كده بالظبط، لكن لما أخدونى ورا الكوردون اللى عاملينه فى الساحة اللى قدام سور المتحف لاقيت ضابط 999 (لا نعرف إذا كان هناك كتيبة بهذا الاسم، لكن رامى أكد إنه عندما وصف ملابس وطريقة تسليح الضابط أجمعوا على أنه ينتمى لكتيبة الـ 999) بـ يشدنى مش شعرى وبـ يخبط دماغى فى العمود كذا مرة، ووقعنى فى الأرض وقعد يضربنى فى دماغى، وبعد كده ربطونى فى العمود وقعد العساكر يضربوا فيا بالخراطيم والطوب والعصيان ... بس لحد الوقت ده كنت بـ انضرب زى أى حد تانى بـ يمسكوه.


التوصية
بعدها فيه ظابط عرف أنا مين راح قايل لهم ياخدونى جوا المتحف. فسحلونى على الأرض لحد ما دخلت جوا، وقتها قلعونى هدومى وسابونى بالبوكسر بس، والضابط راح رابط إيديا الاثنين ورا ظهرى وبعدها راح رابط رجلى اليمين فى إيديا برضه، فحركتى اتشلت تقريبا (الرابطة دى رامى قال لنا إنها فى الجيش اسمها رابطة الأسير) ... وبدأوا يضربوا فيا بطريقة بشعة، مواسير وأحزمة فى كل حتة فى جسمى ... حوالى 8 عساكر ... وبالرغم من كل الضرب ده ما كنتش بـ استغيث ولا بـ اصرخ، كنت من كتر الذهول ساكت ومش مصدق.
وفى وسط الضرب عدا ظابط برتبة كبيرة، وقال لهم إنه عايز ظهرى يجيب دم، فراح جى الضابط بتاع الـ 999 وبقى ينط فى الهوا وينزل على ظهرى بالبيادة بتاعته. ولما ما صرختش، قعد يكررها تانى بس أنا مسكت نفسى، فبقى ينزل بالبيادة على وشى!
شوية وجه ظابط متعور فسألوه العساكر إذا كنت أنا اللى ضربته، ومع إنى أول مرة أشوفه الضابط قال لهم إن أنا اللى ضربته! فبدأوا يكرموا الظابط ضرب فيا! وراحوا ساحلينى ورا الكشك وحطوا وشى فى الرمل وبقوا بـ يحدفونى بالرمل بـ يحاولوا يذلونى. وجه ظابط معاه موس وكــَتـَر وقعد يحلق لى شعرى، وقعد يشتمنى!
شوية وبدأت وانا بـ انضرب أسمع صوت غريب وصراخ، عرفت بعد شوية إنه صوت العصيان الكهربا، كل شوية الصوت يقرب وتسمع حد بـ يصرخ من الألم ... لحد ما وصلوا عندى ... كهربونى 3 مرات علشان أنا كنت معاند ومش عايز أصرخ! بعدها ضابط كبير عدى فلاقانى لسه فى وعيى فزعق فى العساكر علشان أنا لسه فايق ... فكملوا ضرب فيا!

الإفراج
بعد 4 ساعات من الضرب بدون رحمة كانت حالتى سيئة جدا، لدرجة إنهم خافوا ياخدونى مع المعتقلين ليحصل لى حاجة وانا فى السجن الحربى، ولبسونى هدوم مش بتاعتى ورمونى برا الكوردون اللى كانوا عاملينه، كنت نايم على الأرض مفيش حته فى جسمى مافيهاش كدمة أو جرح أو حرق، قمت وانا حافى ووقفت تاكسى ورحت لناس أصحابى فى وسط البلد، وهم اللى نقلونى لبيتنا فى المنصورة، وطبعا أمى لما شافتنى كانت هـ تموت ... بكاء هيستيرى بسبب الصدمة اللى حصلت لها لما عرفت اللى حصل لى!

أنا ليه بـ احكى الحكاية
أنا مش هاممنى دلوقتى اللى حصل لى، لأنى من أول يوم فى الثورة وانا كنت على استعداد إنى حتى أموت، لكن اللى ضايقنى إن اللى حصل ده يبقى على إيد الجيش بعد تنحى مبارك، مش على إيد أمن الدولة مثلا! واللى ضايقنى أكتر إن فيه ناس كتير ما كانوش مصدقين اللى حصل لى أنا وناس كتير زيى، مش مصدقين علشان هم عايزين يخلصوا ومش عايزين يشككوا فى أى جهة حتى لو حصل منها تجاوزات ... بس أنا عموما اللى حصل لى ده كله مش مهم لأنه ما كسرنيش، بالعكس ده خلانى أصمم أكتر إنى أعمل دايما اللى أنا شايفه صح ...
لمشاهدة فيديو عرض رامى للإصابات التى تعرض لها ابحث على يوتيوب:
"رامى عصام 9 مارس"

ليست هناك تعليقات:

إحنا