مجلة إحنا

مجلة إحنا
غلاف عدد نوفمبر

الخميس، 12 يناير 2012

توثيق لعام من انتهاكات العسكر (مايو 2011) - شهادة الناشط طارق شلبي عن القبض على المتظاهرين أمام السفارة الإسرائيلية

الحكاية بدأت لما تأكدنا إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة مش هـ يسمح بمساندة الإخوة الفلسطينيين، كان فيه حماس فى الوقت ده للتضامن مع غزة، لكن المجلس كان بـ يحاول يمنع ده بكل الطرق! ما كانش فيه إرسال محمول فى شمال سينا، قفل كوبرى مبارك السلام اللى بـ يعبر قناة السويس، تخفيض عدد الرحلات اللى بـ تعبر من نفق أحمد حلمى. طبعا الكلام ده فى نفس الوقت اللى أصدر فيه ضباط من الجيش تعليمات لأصحاب شركات السياحة بعدم تأجير أوتوبيسات لشمال سيناء تحديدا، وده طبعا لغى كل الترتيبات اللى الناس كانوا عاملينها لتوصيل الإمدادات لغزة، لكن بالرغم من ده كله أنا كنت ضمن أحد المجموعات اللى قدرت توصل.
فى يوم 15 مايو كنت فى طريقى راجع من سينا، تحديدا من بورسعيد لما سمعت عن اللى بـ يحصل عند السفارة، اتجهت إلى هناك على طول. ووصلت عند السفارة فى حدود الساعة واحدة فجرا أنا وأصدقائى كريم صلاح وحسام أسامة ومحمد عفت وهبة عزوز. وفى حدود الساعة واحدة تقريبا شهدت مفاوضات بين 3 من ضباط الجيش ومجموعة من المتظاهرين، واللى أسفرت عن انتقال حوالى 200 متظاهر اللى كانوا هناك إلى الناحية التانية من كوبرى الجامعة، تحديدا قدام حديقة الحيوانات. دقائق وبدأ مطر من قنابل الغاز فى كل اتجاه واللى وصلت لداخل حديقة الحيوان نفسها!
طبعا تراجعت لورا أنا وأصدقائى لحد ما وصلنا تقريبا لمنطقة كنتاكى وبيتزا هت فى شارع مراد هربا من الغاز، وفجأة سمعت ست كبيرة معانا بـ تصرخ "جايين علينا ... جايين علينا"، بصيت لورا فى اتجاه ميدان الجيزة لاقيت عدد كبير من جنود الجيش شايلين بنادقهم وبـ يجروا ناحيتنا وبـ يضربوا رصاص فى الهوا، فطبعا رجعنا تانى فى اتجاه السفارة، واستقبلنا مجموعة من ضباط الشرطة من ناحية السفارة، وهنا وضحت الرؤية ... احنا اتعمل علينا كماشة!
فى الوقت ده ما بقاش قدامنا مهرب غير الشوارع الجانبية اللى بـ تؤدى إلى النيل لأن ما كانش فيه طريق تانى، وفى الفترة دى قدرت أكتب على تويتر إننا محاصرين، وعلى ما وصلنا آخر الشارع الجانبى، كان عساكر الجيش سيطروا على كل حتة من ناحية النيل وما بقاش فيه أى مهرب!
"ع الأرض ووشك فى الأرض ... انزلوا على الأرض يا ولاد الشـ &#$"
"ده الشارع هـ يتغرق بدمك ... وهـ تشـ &*) دم يا ولاد الـ *&$"
"انتم فاكرين إنكم عملتم ثورة؟ احنا كاتبين على البلد دى على سنة الله ورسوله يا ولاد الوســ*&)"
كنت بـ اسمع الكلام ده وانا على ركبى، راسى لتحت، وإيدى فوق دماغى. وفى الوقت ده اقترب منا عساكر الأمن المركزى، لكن ضباط الجيش قالوا لهم يرجعوا، وقبض علينا عساكر الجيش بدالهم!
فى الوقت ده أنا ما كنتش خايف، كنت عارف إن آخرتها 3 أو 4 ساعات على ما أكون فى بيتنا، لكن ما كنتش عارف اللى بـ يقبض علينا ده بـ يعمل كده ليه وبأمر من مين، وكنت مستغرب جدا من التوافق اللى بين الشرطة والجيش!
سمعت ضابط جيش بـ يقول للعساكر بتوعه "امسكوا كل خـ*& من دول من رقبته وجروهم على العربيات"، الصراحة توقعت إن العملية تكون عنيفة، لكن العسكرى اللى مسكنى مسكنى بمنتهى الهدوء والاحترام لحد عربيات الأمن المركزى مكان ما جمعوا المعتقلين، وهناك لاقيت أصدقائى ممسوكين زيى!
أول ما وصلنا لاقيت عسكرى بـ يقول لى "احنا مانمناش بقالنا 4 أيام بسببكم!"، رديت وقلت له "معلش ... ربنا مش هـ يضيع تعبكم!"
واحنا واقفين عند عربيات الأمن المركزى وبـ نلبس الكلبشات، جه ضابط وقال لى "انت شكلك نضيف ومالكش دعوة ... انت خريج إيه؟"، فقلت له إنى متخرج من جامعة برا، فاستغرب أوى وقال لى "وانت بـ تعمل إيه مع العالم دول! خلينى أقول إنى روحت فلسطين وعشت معاهم كمان، والفلسطينيين فرحانين بوجود إسرائيل ومصلحتهم معاها!" ... فقلت له "أنا هنا علشان أتظاهر سلميا لمساندتهم" ... طبعا ردى عليه فهمه إن مش هـ يعرف يقنعنى بالكلمتين الفاضيين بتوعه دول فسابنى ومشى!
شوية، وشفت ظابط تانى عمال يلف يضرب المعتقلين بالأقلام واللكميات فى وشوشهم، شوية وجالى، قال لى "أنهى ناحية اللى بـ تلسع؟" فقلت له "إيه؟" فلاقيته ضربنى بالكف على وشى، طبعا ما رديتش عليه، وفضلت باصص فى الأرض وانا متكلبش وعلى ركبى! بعدها جه واحد لابس مدنى وأخد موبايلى وبطاقتى واختفى، وطبعا دى آخر مرة أشوف الموبايل ده فى حياتى!
شوية وكلبشونا مع بعض، كل اتنين فى كلبش، وخزنونا فى عربيات الأمن المركزى، وبعد فترة طبعا بدأت الناس داخل العربية ييجى لهم هلع ورعب، وبدأنا نحاول نهديهم. كان فيه 6 عربيات أمن مركزى مليانة شباب، ولحسن حظى طبعا العربية اللى أنا فيها تعطل وما ترداش تتحرك، أنا قلت خلاص هـ يمشونا، لكن اللى حصل غير كده، وزعوا الـ 24 اللى كانوا معايا على الـ 5 عربيات اللى فاضلين، وطبعا مش لازم أوضح إننا كنا هـ نتخنق من الزحمة جوا وخصوصا إننا متكلبشين!
أخدونا على س 28 (الشرطة العسكرية)، لكن ما خرجوناش من العربيات، شوية وطلعوا على الهايكستب أو تحديدا السجن الحربى وهناك وقفونا طوابير كل واحد قدام زنزانته، وقدام الزنزانة رقم 10 فهمت إن نظريتى بتاعة المرواح فى نفس اليوم طلعت غلط!
إحنا: أخلى سبيل طارق شلبى بعد 4 أيام من القبض عليه.

ليست هناك تعليقات:

إحنا