لم أفكر فى كتابة ما حدث لى لأجعل من نفسى بطلا أو أن أستغل خطأ فى نظام الجيش لأشوه به صورته. لكن اضطررت للكتابة الآن بعدما شاهدت حوارا على التليفزيون المصرى بعد الثورة بين حسام السكرى مدير قنوات ياهوو فى الشرق الأوسط وخيرى رمضان مذيع برنامج مصر النهارده، وتكلم معه حسام عن المعتقلين والتعذيب، وطلب خيرى رمضان من أحد المسئولين الرد، فاتصل اللواء إسماعيل عتمان (مدير الشئون المعنوية بالقوات المسلحة) ونفى وجود حالات تعذيب، وتحدى أن يأتوا بحالة واحدة!!
قررت أن أكتب ما حدث لعل أحدا يتحرك ويتم عقاب الذين خرجوا عن النظام، ويتم الإفراج عن باقى المعتقلين. أكتب هذا لأمى ولزوجتى وعائلتى وأصدقائى الذين عانوا من الخوف والقلق وهم يبحثون عنى 11 يوما ما بين المستشفيات والمشارح وميدان التحرير. أكتب هذا لكل شخص تم اعتقاله وصمم على موقفه تجاه الثورة داخل المعتقل.
اليوم الأول: يوم الاعتقال الإثنين 31 يناير2011
اتصلت بصديقى الدكتور أشرف المحروقى وتقابلنا فى ميدان التحرير لنغطى أحداث الثورة، ونشارك فيها. وهناك استقبلنى الجيش بترحاب شديد، وقضينا الوقت فى التغطية وبعض الهتافات. وفى الساعة الثامنة قررنا أن نتجه إلى البيت لنستعد للمظاهرة المليونية فى اليوم التالى. تفرقنا حيث ذهب أشرف فى اتجاه الدقى، وذهبت أنا فى اتجاه مصر الجديدة سيرا على الأقدام لعدم وجود مواصلات. أجريت بعض الاتصالات لأطمئن على زوجتى وابنى وبعض أصدقائى، ومررت بأكثر من 20 لجنة شعبية وجيش، وكنت أبرز لهم بطاقتى الشخصية وأمر بكل سلام دون تعرض أحد. ووصلت فى حدود الساعة العاشرة إلى شارع صلاح سالم أمام عمارات العبور، لكنى وجدته مغلقا، والطريق المؤدى إلى الخليفة المأمون مغلقا، فقررت العودة إلى العباسية لأسلك جسر السويس، وأمام عمارات العبور تحديدا ظهرت سيارة شرطة مصفحة، بالرغم من عدم وجود شرطى واحد فى مصر كلها فى ذلك الوقت! توقفت السيارة وكان بها ضابطان شرطة ومجموعة من العساكر المسلحين. سألونى عن البطاقة، فأبرزتها لهم، فسألونى من أين أنا قادم وإلى أين أنا ذاهب، فأجبتهم نفس الإجابة التى قلتها لكل لجنة شعبية أو جيِش "كنت فى التحرير ومروح بيتنا فى الميريلاند". فقال لى الضابط "آه، انتم بقى اللى خاربين البلد!!". وفجأة أمسكوا بى وصادروا حقيبتى بكل ما فيها، وأدخلونى السيارة. حاولت المقاومة، فوجدت سيلا من الشتائم والتهديدات بكسر الـiPad الخاص بى، وقال الضابط "خايف من إيه ياض؟ هـ نسلمك للجيش وهـم يتحروا عنك"! اطمئن قلبى قليلا عندما سمعت كلمة "الجيش"، وركبت السيارة التى كانت تنقل معتقلين منهم الحرامى والهارب من السجن!
بعدما تم تسليمى إلى لجنة جيش الموجود أمام مساكن أبو غزالة حدث ما لم أتوقعه! فوجئت بضابط الشرطة يقول لوحدة الجيش أننى أصور مواقع عسكرية، وأحمل سلاحا أبيضا، وسلمه الـiPad والـSwiss knife !!
تحدثت مع ضابط الجيش فقال لى"انت سارقه منين؟"... قلت له "حضرتك الجهاز ده بتاعى ودى الـSwiss knife معايا دايما علشان فيها مفك وفتاحة"!! فقال لى بكل احترام "طب أقف ووشك للحيطة"، فنفذت، وكان يقف بجانبى المعتقلين الآخرين. وفجأة وجدت شخصا يركلنى من الخلف لأجلس على ركبى. فأمره ضابط الجيش بألا يلمسنى، وعصبوا عينى، وربطوا يدىَّ من الخلف! انتظرنا على هذا الحال نصف ساعة حتى جاءت سيارة ركبناها، ولم يتعرض لى أحد حتى وصلنا إلى مكان نزلنا فيه، وتم تسليمنا!
بعد وصولى بدقائق سألونى "انت شعرك طويل ليه؟!". فرديت "حضرتك أنا مصور ومصمم جرافيك"!
"كنت بـ تصور مواقع عسكرية ليه؟"
"حضرتك افتح الـiPad مش هـ تلاقى عليه غير صور فنانين"
"لا فيه خرايط أهو مفتوحة علىgoogle " وكانت هذه الخرائط مفتوحة منذ آخر رحلة لى إلى الواحات، وهذا شىء طبيعى! بعدها أمر الضابط "نزلوهم الزنزانة"، فقلت له "حضرتك أنا مش مجرم ولا بلطجى"، فقال لى "بكرة هـ نعرف"!!
أنزلونا زنزانة تحت الأرض. وحذرنا العسكرى من فك القيد من أيدينا أو العصابة من على أعيننا. جلست على أرضية الزنزانة، وبدأت أتألم من الوضع، فقررت فك القيد والعصابة التى على عينى.
وجدت 6 أشخاص فى الزنزانة، منهم مدرس أثيوبى. جلست أتحدث معه بعدما فككت قيدى، ولم أنم هذا اليوم، وأنا أنظر من الشباك الحديد، أسأل نفسى ماذا سيحدث لنا غدا ... ولمصر؟!
اليوم الثانى: الثلاثاء 1 فبراير2011
نزل أحد العساكر فى الصباح فوجدنى أنا وشخص آخر قد فككنا القيد، فضربنا وقال "مش قلت لكم محدش يفك؟!" وربطنا مرة أخرى وركبنا سيارة أنا والمدرس الأثيوبى، وذهبنا إلى مكان آخر تابع للجيش ليتحروا عنا. نمنا على بطوننا ونحن معصوبى العين، وأيدينا مربوطة إلى الخلف!!
مر بنا عدة عساكر يسألون العسكرى الذى أتى معنا "جايين فى إيه دول؟"، وكان يرد عليهم "جايين فى تجسس!" فيركلنا العساكر بأقدامهم، وحدث ذلك عدة مرات.
وقام أحدهم بضرب رأسى فى الأرض، وحاول آخر أخذ دبلة زواجى غصبا من يدى! فصرخت "أنا مصرى .. أنا مصرى"، فجاء ضابط وأمر ألا يمسنا أحد إطلاقا.
مر الوقت حتى رجع الضابط وأخذنا إلى الزنزانة مرة أخرى، وعندما سألت الضابط ماذا سيحدث لنا قال لى "اسكت وما تتكلمش"!!
جلست فى الزنزانة أشعر بالخوف وكأنى مخطوف!! لكن كان داخلى أمل! فككت القيد والعصابة وجعلتهما جاهزين لكى أربط نفسى مرة أخرى، فلم أرد أن أتعرض للضرب والإهانة!
وسط النهار سمعت أقداما قادمة إلينا، فربطت نفسى ووضعت العصابة على عينى، ووجدت أنهم أتوا بأكثر من أربعين شخصا آخرين إلى الزنزانة. وبعد مرور ساعة جاءوا ليطعمونا ونحن معصوبى الأعين. أمسك كل عسكرى برغيف خبز به مربى وأطعم كل شخص لقمة منها! رفضت أن آكل بهذه الطريقة ، فقال أحدهم "هـ تاكل غصب عنك"، ووضع الرغيف فى فمى!!
تمالكت نفسى ولم أبكِ حتى ذهبوا! جلست على الأرض وفككت قيدى، وجلست على الأرض فى زنزانة حجمها 4 متر فى 5 متر بها أكثر من 50 شخصا؛ منهم من اغتصب ومن هرب من سجن النطرون وسجن كبلطجى ...
اليوم الثالث: الأربعاء 2 فبراير2011
استيقظت فى الصباح وأنا أحمد الله على ما يحدث لى؛ تكفير ذنوب! جلست أنتظر لساعات حتى بدأت أسمع سيارات تأتى وحركة فأعصبت عينى مرة أخرى، وربطت القيد على يدى. نزل العساكر وكل منهم يحمل خرطوما أو كرباج، وضربوا جميع المسجونين، لكنهم لم يتعرضوا لى لأن ثمة شخص أبعدنى عن الضرب!
بعدها أخذوا كل الناس الموجودين فى الزنزانة لسيارات، ما عدا أنا والأثيوبى، فسألت أحد العساكر "ليه سبتونا؟" قال لى "احمد ربك. دول رايحين على السجن الحربى".
بعدها جاء عسكرى وأخرجنا حتى ينظف عساكر آخرون الزنزانة! وحكى لى العسكرى أنه تم استدعاؤه قبل زفافه بيومين بسبب الأحداث. وقال لى "ما تزعلش. العساكر مش قصدها بس كله جاله استدعاء وساب بيته بسبب الأحداث". قلت له "ربنا معاكم"، فقال لى "انت شكلك مظلوم وابن ناس. إيه اللى جابك؟" فأخبرته ...
ثم قلت له "نفسى فى سجاير"، ورغم أن ذلك ممنوعا بتاتا، لكنه أعطانى سيجارة!! ثم بعد ذلك نزلنا الزنزانة وأحضر لنا بطاطين وخبزا ومربى ولأول مرة أنام وأنا مرتاح أن هناك أشخاصا طيبين!!
اليوم الرابع: الخميس 3 فبراير2011
أيقظونا فى الصباح ولأول مرة أكون غير معصوب ولا يتعرض لى أحد!! ربطونا وعصبوا أعيننا، وركبنا سيارة أنا والمدرس الأثيوبى، وأخذونا إلى مكان جديد. فكوا القيد عنى وأنا داخل مكتب أحد الأشخاص الذى قال لى "الـiPad ده بتاعك؟"... قلت له " أيوا والموبايل والمال وجواز السفر والرخصة والبطاقة"!!
فأثبتها فى ورقة ووقعت عليها وأعطيتهم العنوان، وقال لى "علشان يرجعوا لك الحاجات دى على العنوان احنا مش بـ ناخد حاجة حد!" ، فسألته"هـ يحصل لنا إيه؟ هـ يسيبونا؟"، فقال "ما تقلقش"!
بعد ذلك دخلت على ضابط وأنا معصوب العين ويدى مربوطة من الخلف كالعادة، وسألنى "كنت جى منين ورايح فين؟"، فأجبته بما حدث، وضعونى بعدها فى زنزانة فردية، متر فى مترين، وأعطونى بطانية ونصف رغيف مربى. فتحت نافذة باب الزنزانة وجلست أتحدث مع شخص فى الزنزانة المقابلة، وكان هذا الشخص يحضر رسالة دكتوراه فى الجامعة البريطانية!
اليوم الخامس: الخميس 4 فبراير2011
أيقظونا العساكر، وبدأوا ينادوا على أسماء من ضمنها اسمى. سألت العسكرى "إيه إفراج؟؟"، فقال لى "طالعين خلاص .. هـ تمشوا"! كنت فى غاية السعادة. وبدأ السجناء الآخرون يعطونا أرقام تليفوناتهم حتى نبلغ أهاليهم.
نزلنا فى الأسفل ونادوا علينا مرة أخرى لاستلام أغراضنا. بصمت فقال لى الضابط "تمام. اذهب مع العسكرى". ذهبت معه وخرجت من باب فإذا بهم يربطونى مرة أخرى من الخلف وعصبوا عينى وحملونى ورموا بى فى شاحنة وكأننى خروف، وأخذوا يرمون شخصا بعد الآخر فوق بعض، وكلنا نتألم. والعساكر أخذوا فى الصراخ بأن نصمت وإلا سنتلقى ضربا شديدا. وبالفعل بدأوا بضرب كل شخص تحرك. وجلسنا بهذا الوضع لمدة لا تقل عن ساعة إلا ربع حتى وصلنا إلى مكان ما علمت فيما بعد أنه السجن الحربى!
قيل لنا أنه لا كرامة لكبير أو صغير فى هذا المكان. نزلنا من السيارة وفكوا قيودنا والعصابة التى على أعيننا وأمرونا أن نضع أيدينا فوق رؤوسنا وأن ننظر فى الأرض، ثم أمرونا أن نخلع ملابسنا كلها ما عدا الملبس الداخلى، ثم ننام على بطوننا! وسألوا إن كان منا أحد مريض، ثم جاء دكتور كشف وأعطى أنسولين للمحتاج، ثم عادوا للصف.
نمنا على بطوننا وأخذ عسكرى يضربنا بكرباج سودانى على ظهورنا واحدا تلو الآخر!
بعد ذلك أمرونا أن نلبس ملابسنا خلال 10 ثوانى. ذهبت إلى ملابسى، فضربنى عسكرى وقال لى "روح إلبس من هناك". قلت له "ده لبسى!"، فقال لى "ده أمر!" وضربنى بالكرباج على جنبى.
ارتديت "بنطلون وتى شيرت" لا أعلم مَـن صاحبهم. بعدها أمرونا أن نمشى فى طابور، وأيدينا فوق رؤوسنا، وكل منا أخذ ضربة بعصا أو خرطوم أو باليد. طبعا أخذت نصيبى من الضرب وزيادة بسبب شعرى الطويل الذى بدا مستفزا لكل العساكر!
المهم هذه كانت حفلة الاستقبال. بعدها وصلنا إلى باب يصل لساحة محاطة بزنازين من كل جانب وعساكر واقفة فى الأعلى برشاشات. أمرونا بأن نخلع ملابسنا مرة أخرى ونضعها أمامنا. ثم بعد ذلك أخذ عسكرى رتبته أعلى من العساكر الآخرين وسأل كل واحد منا "انت منين وجى فى إيه؟"، وقعد يضرب كل واحد ويتسلى عليه. وفى أثناء ذلك تكلم معه أحد على اللاسلكى وقال له "اتوصى بأبو شعر اللى عندك!"، فقال لى "خليك انت للآخر. شكلك انت تسلية النهارده!".
المهم ظل الرجل يتسلى على الناس بالكرباج، ثم جاء لى وقال لى "إيه حكايتك؟"، فأحسست بحركة من خلفى، فنظرت خلفى ففوجئت بخرطوم ينزل على جسمى جعلنى أقع على الأرض من الألم!! قال لى العسكرى "اقف وما تبصش وراك!! أنا هـ قص لك شعرك ده دلوقتى ..."
بعدها جاء رجل أعلى منهم فى الرتبة، وقال لى "انت جى فى إيه بقى؟ ومطول شعرك ليه؟" .. قلت له "حضرتك أنا مصور وكنت فى المظاهرات بـ صور!"
وحكيت له الحكاية، فقال لى "شكلك ابن ناس!" وأمر العساكر ألا يمسونى بسوء.
ارتديت ملابسى، وبعدها بدأ توزيع الناس كل واحد على زنزانة.
ودخلت زنزانة واكتشفت أننى لست وحدى من جاء خطأ، بل هناك دكاترة ومهندسين ورجال شرفاء آخرون!!
سألنى الناس عما يحدث بالتحرير فحكيت لهم عن آخر ما رأيت، فلا أحد يعرف معلومات غير من المساجين الجدد.
لم أنم تلك الليلة، ليس بسبب الألم ولكن بسبب صوت الصراخ الذى كنت أسمعه ممن دخلوا بعدى، وكنت أسأل "ليه بـ يحصل كده؟".
اليوم السادس: الجمعة 5-2-2011
أيقظونا مبكرا وأخرجونا من الزنازنين لصلاة الجمعة، وطبعا هناك من توضأ بالماء وهناك من تيمم، والحمد لله كنت من المحظوظين الذين لحقوا الوضوء بالماء، لأن الأربعة أيام السابقة لم أرى فيهم سوى كوب ماء للشرب فقط.
خطب فينا أحد المساجين، وصلينا، ووزعوا علينا الأكل ثم أدخلونا الزنازين. طبعا الأكل رغيف خبز واحد فى اليوم مع مربى! كان عددنا 40 واحد تقريبا داخل الزنزانة، واستند كل واحد على الحائط ورجله أمامه وهكذا نمنا، وكان هناك 3 أغطية كبيرة لنا جميعا.
اليوم السابع والثامن: من 6 إلى 7 فبراير2011
تم نقلى مع 200 معتقل آخر لمعتقل أكبر، وأعطوا كل منا بطانية. يومها سمعت قصة اعتقال كل منا؛ أحدهم اعتقل وهو يشترى دواء لأمه، وآخر اعتقل وهو عائد من الجامع ... وطبعا هناك من اعتقل وهو يشترى مخدرات! كان هناك الشريف وغير الشريف بالمعتقل، وكانت الأغلبية من الشباب والصغار. كان هناك أيام يصرفون فيها وجبتين وأيام أخرى يصرفون فيها وجبة واحدة.
وقعت اعتداءات من العساكر لبعض المعتقلين بالضرب، وأنا أحد هؤلاء بسبب شعرى الطويل. وفى مرة أصر عسكرى إن يجبرنى على قول أنى مصور "عاهرات"، لكنى صممت على عدم قول ذلك، فضربنى "بالبوكس" على وجهى أكثر من مرة، ولما رفعت صوتى خاف وخرج! وقتها فهمت أن تلك الممارسات تحدث دون علم الضباط!
كان كل يوم يمر أشعر بأن حواسى تسحب منى ... لم أعد أن أستطعم أو أشم أو أرى. كنت خائفا أن تأتى لحظة أنسى فيها كيف أحس.
اليوم التاسع: 8 فبراير2011
قررت الاعتصام والإضراب عن الطعام أنا و50 غيرى.
فجاء لنا مدير السجن وصرف لنا 3 وجبات وسيجارة لكل واحد. وتغيرت المعاملة 180 درجة، وكان العساكر خائفين من أن نتكلم عما يحدث لنا.
اليوم العاشر: 9 نوفمبر2011
رأيت الشمس اليوم، وأحسست بالحرية! تم عرضنا على النيابة، فسألت الضابط "هو ليه بـ يحصل لنا كده؟!" قال لى "ما تزعلش اتاخد العاطل فى الباطل!! بس هـ تخرجوا خلاص. هـ تتعاملوا إنكم حظر تجول". ورجعت المعتقل وأنا كلى أمل، رغم إنى كنت خائفا لأننى لم أكن أعرف ما يحدث بالخارج!
اليوم الحادى عشر: 10 فبراير2011
يوم الخروج!! دخلنا على المحكمة فى مجموعات، وحكم القاضى علينا بالحبس 3 شهور مع وقف التنفيذ، وفى حالة ضبطنا مرة أخرى ينفذ الحكم!
فرحة لا توصف!! وأغرب ما رأيت هو أن الناس كانت تسلم وتحضن العساكر الذين جلدوهم! كان طعم الحرية بالنسبة لهم أهم من الضرب والإهانة!
أخذونا فى مجموعات بدون مال أو أى إثبات شخصية، وأنزلونا عند الكيلو 26 طريق السويس الساعة 10!! ربنا كرمنى ووجدت واحدا منتظرا صديقا له خارجا من المعتقل فكلمت أشرف صديقى من تليفونه ليأتى لأخذى من المعتقل، ثم انهرت فى البكاء!! ذهبت معه للبيت وصورت ظهرى، ثم حلقت ذقنى واستحممت، وأعطانى ملابسا، ومكثت معه هذا اليوم ليرينى كل ما فاتنى على اليوتيوب والإنترنت ...
وفى النهاية أحب أن أقول أننى لا أريد أن أحسب نفسى بطلا .. فالبطل هو من مات واستشهد.
هؤلاء هم الأبطال ... بحبك يا مصر
نشرت هذه المقالة فى عدد مارس الماضى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق