يوم 25 فبراير بليل تقريبا فجر 26 فبراير كنت فى الاعتصام بتاع مجلس الوزراء اللى كان بـ يطالب بإقالة شفيق، وكان فيه مجموعة كبيرة من الناشطين والشباب اللى مقتنعين بإن وجود شفيق على رأس الحكومة معناه إننا ما عملناش حاجة!
فجأة دخل علينا عساكر بالعصيان والكهرباء، وحصلت إصابات كتير واعتقالات، وبعدها رجعنا تانى لموقعنا، أنا حتى فاكر كان معانا دكتورة ليلى سويف، وعلاء عبد الفتاح وزوجته منال، وكان حوالينا كردون من العساكر. شوية وحاول مجموعة من المدنيين كسر الكردون، طبعا العساكر رفضوا يعدوهم، فقام واحد من المدنيين دول طلع كارنيه للضابط، فأمر بالسماح لهم بالدخول، وعرفنا إنهم ضباط أمن الدولة، وبمجرد اقترابهم بدأنا نهتف ضد سماح الجيش لأمن الدولة بالتواجد داخل الاعتصام!
ثوانى وبدأ الضرب من جديد، والعساكر كان بـ يركزوا ضربهم على ناس بعينهم، وكان منهم عمرو البحيرى، اللى شفناه بـ يضرب بصورة بشعة قبل ما ياخدوه! قعدنا نهتف علشان يسيبوه، وفعلا سابوه بعد فترة لكن ووشه كله دم وإصابات!
بعد ما رجع عمرو، فيه ناس تطوعوا إنهم ينقلوه علشان يتعالج فى عربيتهم، وبمجرد ما ركب العربية قام عساكر الجيش وقفوا العربية وأخدوه منها وقعدوا يضربوه بصورة وحشية بالبيادات فى دماغه لحد ما تهشمت أسنانه! ما دريتش بنفسى غير وانا بـ قول لهم حرام عليكم، وكانت النتيجة إنهم أخدونى معاه، عمر اتسحل من شارع القصر العينى لحد داخل مجلس الوزراء، وانا رحت بقوة الضرب والعصيان والشلاليت!
جوا مجلس الوزراء شفت أصعب وأسوأ مناظر شفتها فى حياتى بالرغم من إن تم اعتقالى أكثر من مرة فى عصر مبارك، لكن اللى شفته فى اليوم ده لا يقارن! كوم لحم بمعنى كوم لحم من شباب متكومين فوق بعض، شباب الـ آه بتاعتهم لسه بـ تهز ركبى لما أفتركها لحد النهارده! دهس، كهربا، تعذيب، كل ما تتوقعه وأكتر بكتير شفته جوا!
كنا طبعا كلنا بالشورت والفانلة أو الشورت بس، وفى وسط الضرب كان الضباط بـ يتهمونا بالعمالة والجاسوسية وإننا احنا اللى خربنا البلد! كان الضرب أكتر مما تتصوروا بصورة وحشية تخليك تتساءل عن كم الشحن اللى شحنينه للعساكر!
شوية ولاقيتهم بـ يتكلموا عن طبنجة صوت، وفهمت إنهم كانوا عايزين يلبسوها لحد، وطبعا أنا كنت من المرشحين إنى ألبس التهمة، لكنهم عرفوا بعد كده إنى معيد فى الجامعة وعضو فى الجمعية الوطنية للتغير وحركة 9 مارس، فقرروا إنهم يسيبونى وفى آخر المطاف لبسوها لعمرو!
فضلت فى وسط هذه الدوامة لمدة خمس ساعات قبل ما يفرجوا عنى، لكن عمرو أخد 5 سنين!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق