مجلة إحنا

مجلة إحنا
غلاف عدد نوفمبر

الخميس، 8 ديسمبر 2011

عينك تسوى كام؟؟


إلى كل من ضحوا بالبصر كى نحيا بالبصيرة ...

أنظر ليدى التى مازالت ترتعش بين الحين والآخر من تأثير الغاز ... استقبلت الأعراض الجانبية لكل ما أطلقوه علينا بنفس الروح التى استقبلت بها كل الأمراض الأخرى التى صادفتنى مؤخرا من حساسية وجيوب أنفية وقولون عصبى ودوالى ... جيل يعانى من أمراض الخمسينات فى عشريناته! ولكن آلهم لا اعتراض ... كيف أعترض وأنا أرى أمامى شباب كتب عليه العيش بعين واحدة ... كيف أعترض وانا أسمع شاب فقد بصره تماما ولكن الابتسامة لا تفارق وجهه ...

أسرح بخيالى فاتذكر الكثير من الأصدقاء وهم يقولون أنهم يفضلون الموت على العيش مكفوفين ... أضع يد فوق عين وأحاول أن أتصور حياتى بعين واحدة ... أرى نصف كل شىء, نصف وجه ونصف ضحكة ونصف شارع ... أغطى العين الأخرى وأحاول المشى من مكان لآخر فى البيت ... أشعر بخوف شديد ... وحدة ... قلق ... خوف خوف خوف ... وحدة ... حزن ... بعد خطوات أجلس على شىء ما وأحاول تخيل حياتى بدون بصر ...

يالهوى! ده أنا شغلتى الكتابة! هـ اعمل إيه يعنى ... هـ اقرا ازاى ...

أفكر فى كل شىء سأفتقد رؤيته ... ابتسامة أمى وتكشيرة أبويا ... غلاف جميل لكتاب ... قطة صغيرة على عتبة الباب ... تحية بياع الجرايد ... رسائل الأصدقاء ...هدايا الأصدقاء ... الأًصدقاء ... تعبيرات الفرح والحزن، الحماس واليأس ... طفل يبكى ... شاب أعجب به ... شاب يعجب بى ... ابتسامة رجل عجوز منحى على عكاز وهو يقول "ربنا معاكم يا ولاد" ... دموع عسكرى أمن مركزى يأمره قائده بالضرب ... ولاد أختى ... أمى عندنا تكبر فى السن وتبدأ فى ارتداء ملابس غريبة ... فرح أخويا الصغير ... فيلم قصير جميل يحكى حدوتة شاب وصبية ... رقصة تبعث على الأمل ... أحفاد أختى ... حزن أخى على درجات ابنه فى ابتدائى ... يافطة حماسية تحملها بنت صغيرة يحملها والدها على كاتفه فى مسيرة تنادى بالحرية ... مسيرات مصطفى محمود ... كنتاكى التحرير ... شاى التحرير ... بطاطين التحرير ... الميدان ... الميدان ... الميدان ...

أنهار فى البكاء ... كنت أظن أننى شجاعة ... ولكن هذا الشعور دائما يزول بمجرد دخولى ميدان التحرير ... لا أملك الشجاعة الكافية التى تدفعنى للصفوف الأمامية ... لا أملك العزيمة الكافية للتضحية بالبصر ... لا أملك الإيمان الكافى لتخيل حياتى بدون بصر ...

اليوم نقف تضمانا واحتراما وتمجيدا لكل من قاده إيمانه وشجاعته للصفوف الأمامية ... نقف إجلالا لكل من ضحى بعين أو اثنان، لكل من لم يهاب الموت فأصابته رصاصة ... لكل من فضل الموت حرا على العيش سجينا ... لكل من مات حتى نحيا ... أحرار مرفوعى الرأس

ميه سلمية

مسيرة من مستشفى القصر العينى الساعة 4 مساء مرورا بـ ميدان التحرير ثم وقفة صامتة على كوبرى قصر النيل بضمادات على العين

https://www.facebook.com/meyasilmeya

سندس شبايك

8 ديسمبر 2011

ليست هناك تعليقات:

إحنا