مجلة إحنا

مجلة إحنا
غلاف عدد نوفمبر

الاثنين، 12 ديسمبر 2011

ياسر عبد الباسط: عن قطر والدوحة وحماده!


وهـ ابتدى بحماده، وحماده ده لفظ اخترعه أحد أصدقائى عندما لا يعجبه شىء، أو أن أسأله إن كان فلان فعل ما يجب عليه أن يفعل، فـ يقول لى "لأ طبعا … حماده"، إذن فحماده أصبح المرادف لكل حاجة مش مظبوطة، ويمكن يكون صديقى هو اللى اخترعها ويمكن حد تانى، بس أنا سمعتها منه هو، والموقف فى مصر دلوقتى طبعا حماده.

وكان لينا نصيب نسافر قطر أنا وحماده، قصدى صديقى للسعى وراء أكل العيش فى مشروع كده، ولما رحنا الدوحة اللى قعدنا فيها ٥ أيام لاحظت الآتى، أولا الدوحة بجد قد المهندسين، ومش أكتر من كده، وعدد سكان قطر كلها ما يزيدش عن ربع سكان طنطا، لاحظت كمان إن فيه حاجات فى البلد مش مستوية أوى، يعنى نص نص، وده مش تقصير منهم، لأنى لاحظت قد إيه الناس دى عندها طموح غير طبيعى لبلدهم، كل واحد فيهم فى إيده حاجة ممكن يعملها لبلده، بـ يعملها بقلب، بـ يفضل مصلحة بلده على مصلحته الشخصية، وكل واحد فيهم بـ يبذل أقصى ما عنده علشان البلد.

لاحظت كمان إن كل حاجة بـ يعملوها باحترام، يعنى مفيش واسطة، مفيش محسوبية، القانون يطبق على الجميع بلا استثناء، وحد حكى لنا على أمير قطر اللى كان سايق عربيته بنفسه، وراكن زيه زى أى حد فى الباركينج، وكمان دفع ثمن تذكرة الباركينج، يا عينى على قطر.

حد يقول لى الكلام ده ممكن يكون دعاية، وخاصة إن معظمنا بـ يكره قناة الجزيرة، بس أنا شفت بنفسى الشيخة، وهى شخصية مرموقة جدا، ولن أستطيع ذكر اسمها، شفت قد إيه الست دى فى منتهى الذكاء، والتواضع، آخر مرة قابلناها فى كوفى شوب، وبـ تمشى من غير لا حراسة ولا دوشة ولا تعطيل مرور ولا يحزنون، وقد إيه بـ تشتغل من كل قلبها علشان بلدها تبقى أحسن.

عارفين تاريخ تأسيس قطر من كام سنة؟ من ١٠٠ سنة بس، ودول طبعا داخل فيهم سنين طويلة كانت قطر كلها صحراء، يعنى الطفرة اللى حصلت دى حصلت مثلا من ١٠ سنين مثلا، بس اللى عايز يتعلم ازاى فيه ناس بـ يشتغلوا علشان بلدهم الصغيرة تتحط على الخريطة، يروح قطر ويشوف.

الحاجة المهمة كمان، هو إن وجود الشيخة معانا، يعنى الأميرة، عندها كل السلطات اللى ممكن تقعد بيها قطر كلها وتقومها، لكن هذه السيدة المحترمة لم تتعدى على سلطات ناس هـم فى الأصل موظفين عند الحكومة القطرية، لكن علشان الناس دول محترمين، فبـ يحترموا الناس، وبـ يحترموا خبرات الناس، ووظائفهم، وتخصصاتهم، البنى آدم هناك له قيمة، قطر زيها زى أى بلد محترمة أنا رحتها برا، تحياتى لقطر وللدوحة وللشيخة البسيطة المتواضعة صاحبة العقلية المتفتحة والرغبة الأكيدة فى إن بلدها تبقى أحسن من غير ما يكون عندها أى أجندات غير معلنة.

ولما أقارن مصر بقطر، ألاقى إن مصر "حماده" لأن لما تكون مصر بعمرها اللى هو ٧ آلاف سنة وتبقى بالحال ده، ويبقى كل فصيل سواء من الإخوان أو السلفيين أو حتى الليبراليين، لما كل واحد فيهم يدينا الإحساس إنه مش شايف غير مصلحته يبقى احنا فى مرحلة "حماده" متأخرة، ومحتاجين عناية مركزة لإنقاذنا من حماده.

حاجة كمان بقى نسيت أقول لكم عليها، كنا نازلين من العربية ورايحين ناكل فى مكان، وانا سألت الناس اللى معايا، هو وجود شنطتى اللى فيها اللاب توب فى العربية أمان؟ رد عليا صديقنا كريم الخواص اللى قاعد فى قطر بقاله شوية وقال لى "انت لو سيبتها برا العربية أصلا هى فى أمان"، ولما سألت عن العمال البسطاء اللى فى كل مكان، وإن أولاد البلد ناس مرتاحين فمحدش فيهم هـ يبص لحاجة حد، بس العمال دول ممكن. عارفين الرد كان إيه؟ اتقال لى إن دول كمان مرتاحين، وحاسين إنهم فى بلد مقدراهم، ومبسوطين، ومحدش فيهم هـ يفكر إنه يخسر المكان اللى هو فيه، يعنى العمال والفقراء كمان مرتاحين، ومصر زى ما انتم عارفين … حماده.

ليست هناك تعليقات:

إحنا