مجلة إحنا

مجلة إحنا
غلاف عدد نوفمبر

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

مش ناسيين التحرير يا ... بقلم :مصطفى حلمى


لو سألت أى عيل صغير ماشى فى الشارع إيه أخطاء نظام مبارك اللى أشعلت الثورة، هـ يقول لك استخدام العنف المفرط فى فض المظاهرات والتباطؤ فى اتخاذ القرارات.


والمجلس العسكرى مش عيال صغيرة، المجلس باسم الله ما شاء الله كله ناس أكابر أقل واحد فيهم يرميله 55، 56 سنة، وعلى كتفه رُتب وعلى صدره نياشين ممكن يوقعوك من طولك لو حاولت تشيلهم.


السؤال بقى هو، ازاى ناس بالخبرة دى كلها، تقع فى غلطة ما يقعش فيها عيل صغير؟


حاجة من اتنين ...

التفسير الأول (وهو مستبعد بالنسبة لى) إن الناس دى ما تعلمتش حاجة، والدرس بتاع ثورة يناير عدى من فوق دماغها ولا كأنه حصل، وإنهم توصلوا إلى إن غلطة مبارك هو إنه لم يتعامل بالعنف الكافى مع المتظاهرين ... وفى هذه الحالة يبقى الناس دى ما ينفعش تحكم البلد لأن تفكيرهم قاصر، ويبقى لازم يمشوا.


التفسير الثانى (وهو الذى أميل إليه) هو أن ما يحدث مقصود تماما.

المجلس العسكرى عايز تظاهرات واعتصامات لسبب ما ... ولذلك أشعلها بنفسه عن طريق تصدير الشرطة فى المشهد لاستفزاز الناس، علما بأنه باعتراف منصور العيسوى نفسه إن وزارة الداخلية الآن تحت سيطرة أحد لواءات الجيش وليس سيطرته هو، والتعامل بعنف غير عادى مع المتظاهرين، وطريقة الكر والفر التى تتبعها الشرطة فى الهجوم، والتى أيضا تستفز الناس بعنفها، وفى نفس الوقت تترك الميدان تحت سيطرة المتظاهرين لتظل الفرصة قائمة للمزيد من الناس لتأتى وتنضم إلى الاعتصام فى الميدان حتى تظل حالة التظاهر قائمة.


ليه المجلس عايز حالة تظاهر فى البلد؟

التفسيرات كثيرة، وقد تخطئ أو تصيب ... قد يكون من أجل إجهاض الانتخابات، إما بإلغائها (وهو مستبعد لما سيترتب عليه من غليان ستشارك فيه هذه المرة قوى مثل الإخوان والسلفيين ليحموا مصالحهم التى تتمثل فى إجراء الانتخابات والسيطرة على مجلس الشعب) أو بإتمام الانتخابات وسط حالة الفوضى هذه، مما قد يؤدى إلى عنف شديد يحول إلغاء الانتخابات إلى مطلب شعبى، وتبقى جت من الناس، مش من المجلس، أو حتى بالطعن فيما بعد على نزاهة الانتخابات لأنها تمت وسط انفلات أمنى، مما يجعل مجلس الشعب المنتخب على أساسها باطلا، ويعيدنا من جديد إلى نقطة البداية، ليكسب المجلس المزيد من الوقت لترتيب أوراقه بما يضمن له الاحتفاظ بمكانته وامتيازاته بعد نقل السلطة.


قد يكون السبب هو ما خرج به علينا المشير طنطاوى فى خطابه، وهو إجراء استفتاء شعبى لاستطلاع موافقة الشعب على بقاء المجلس فى السلطة من عدمه، وهو استفتاء فى حالة حدوثه، يبقى أكلنا البالوظه ولبسنا السلطانية واتعمل علينا واحد ولا بتاع أنفلونزا الخنازير.

لأن الاستفتاء ده الإخوان والسلفيين وبعض القوى السياسية التى لا يهمها أى شىء سوى مقاعد مجلس الشعب ستدعمه، ومثلما حدث فى الاستفتاء الماضى، سيتحول الموضوع من استفتاء على بقاء المجلس من عدمه إلى نصرة الدين ودعم الاستقرار والتخويف بلقمة العيش، لتأتى النتيجة فى صالح المجلس ... وابقى قابلنى لو واحد عرف يفتح بقه أو ينزل التحرير أو يعترض على حاجة بعد كده ... ساعتها هـ يبقى بـ يعترض على الشرعية، ويبقى مالوش دية ... وبكده يبقى سيطر المجلس تماما على الأمور.


عامة، سواء ده السبب، أو هناك سبب آخر، اللى يرتكب فعل كقتل الناس من أجل مكسب سياسى ما، لا يَستحق أن يُستأمن على حكم بلد، ويجب أن يرحل.


سورى يا مجلس أنا عمال أجيبها يمين وأجيبها شمال وفى الآخر مش لاقى حل تانى.


بس بقى أمر مهم جدا ... وهو إيه سبب اللى احنا فيه ده؟

احنا وصلنا للنقطة دى، لما قلنا مبارك يمشى، ومش مهم نجيب مين.


آآه ... أسمع أصواتكم الآن تقول هـ نرجع بقى للنغمة المايعة، بتاعة أنا أو الفوضى، ولو المجلس مشى كلنا هـ نموت والبلد هـ تفلس والحاجات دى.


لأ ... الحكاية مش كده.

الحكاية إنك لما بـ تمشى الحاكم، من غير ما تقول انت عايز تجيب مكانه مين، يبقى By Default كده، أكبر قوة فى البلد بعديه هى اللى هـ تمسك.

فى حالة مبارك، جه المجلس ... طب فى حالة المجلس، هـ ييجى مين؟


الله أعلم، لأن مفيش قوة أخرى واضحة ... يمكن الإخوان، يمكن هناك قوى أخرى تعتقد إنها أقوى. ولأن الموضوع مش واضح الموضوع هـ يقلب خناقة ... اللى يقدر على التانى يحكم ... يعنى حرب ضارية.


بلاش، حتى لو من غير حرب أو عنف، الناس استسلمت وقالت يا عم فلان، انت أقوى واحد فى البلد دى، احكم انت ... زى ما عملنا مع المجلس يعنى.

تفتكر إن فلان اللى وصل للحكم بالقوة ده، هـ يحكم ازاى؟ طبعا بالقوة، ما هو ده الشىء الذى أوصله للحكم، وبالتأكيد هو الشىء الذى سيبقيه فيه.


من الآخر، هـ نبقى للمرة الثانية بـ نشيل حاكم احنا مش عايزينه، علشان نجيب حاكم احنا برضه مش عايزينه، ويبقى زى ما بـ نقول إن المجلس ما تعلمش من أخطاء مبارك ... احنا كمان ما بـ نتعلمش من أخطائنا ونستاهل اللى يجرى لنا.


يبقى لازم نوصل لاتفاق مع بعض نجيب مين، علشان ما تبقاش ثورة سنوية بـ نعملها كل شتاء.

طبعا احنا ربنا واعدنا بشوية قوى سياسية لا ينطبق على معظمها إلا ألفاظ أبيحة، لأن معظمهم أهون عنده الناس تموت، ولا إن حد غيره يحكم.


علشان كده القوى السياسية دى مفيش منها رجاء لن يصلوا لاتفاق، الشعب هو اللى لازم يتفق لوحده!!

طب نتقابل فين يا عم الحج؟

صعبة دى!!

يبقى أمامنا الحل الذى يبدو أكثر منطقية من الاختيارات التى أمامنا وهو الانتخابات ...

الله ... يعنى رجعت عملت زى الإخوان أهو ... أمال متضايق منهم ليه؟


أنا مش مختلف مع الإخوان فى الاستنتاج ... أنا مختلف معاهم فى الأولويات.


الانتخابات إذا اكتملت (بنزاهة) قد تكون أفضل الحلول، لكن أن تترك رفاق الثورة والناس تموت فى الميدان من أجل الانتخابات وانت تعلم أن كثرة العدد فى الميدان تحمى ... ده شىء يدعو إلى القرف.

والغريب إن السبب الذى ساقته قيادة الإخوان هو أن درء الضرر أبدى من جلب المنفعة.

على أساس إن الضرر الأكبر هو إن الانتخابات تبوظ، مش إن الناس تموت!

كما أنهم بهذا الفكر الوصولى خسروا كل من كانوا بدأوا يظنون بهم خيرا.

لا تستحق قيادات الإخوان ولاء شبابها الذى ضحى بنفسه فى الكثير من الأحيان ليحمى ما يعتقده هو مبادئ وتحوله قيادته مصالح.

ممكن تكون قناعتك مثل قناعتى، إن اللى بـ يحصل ده مدبر ... وممكن تكون من بتوع ارحمونا بقى عايزين نعرف ناكل عيش، وممكن تكون شايف اللى فى الميدان دول ما بـ يفهموش حاجة خالص، وإنهم منساقين ورا عملاء مدسوسين.

لكن أيا كانت قناعتك ...

اذهب إلى الميدان لتحمى إخوتك حتى إن لم تكن مقتنعا، فحياة الناس أغلى من قناعتك.

ليست هناك تعليقات:

إحنا