اليوم اللى المفروض يكون عادى!
هـ اتغاضى عن التفاصيل المملة بتاعة صحيانى من النوم يوم الجمعة 16 ديسمبر (اللى "المفروض" إنه يوم عادى) على متابعة خبر فى شريط الأخبار "تجدد الاشتباكات بين الأمن والمعتصمين عند مجلس الوزراء". طبعا استغربت من كلمة "تجدد" دى لأن لحد ما نمت ما كانش فى أى حاجة بـ تحصل هناك غير إن بعض المعتصمين بـ يحاولوا يقاوموا التسمم (وعلى فكرة أنا ما كنتش معتصم هناك). طبعا قعدت أقلب فى القنوات ما لاقيتش صورة واحدة حتى للى بـ يحصل هناك ففتحت الفيس بوك وتويتر ... أول حاجة شفتها "بنى آدمين" بـ يتسحلوا على الأرض وبـ يتضربوا بالشوم على دماغهم لحد ما يبقوا جثث والناس بـ تجرى على الأمن علشان تاخد الجثث منهم!!
ثانى حاجة صورة ناس (مش هـ اقدر أقول رجالة) واقفين فوق مبنى مجلس الوزراء بـ يحدفوا طوب وإزاز وأطباق على الناس تحت المبنى ... ثالث حاجة وأخيرا صورة واحدة بنت مسحولة على الأرض و"ناس" بـ تقلعها هدومها أثناء ما هم بـ يضربوها ... طبعا ده كافى إنه يخلى أى "إنسان" دمه يتحرق. لبست الجاكيت التقيل تحسبا لأن أنا ممكن أبقى بـ اتضرب بنفس الشوم ده كمان شوية ونزلت.
فى الطريق حاولت أكلم ناس أعرف منهم إيه اللى بـ يحصل لكن ما عرفتش معلومات أكتر من إن الجيش بـ يضرب فى الناس لأن معظم الناس اللى كلمتها يا إما نايمة يا إما ما تعرفش أكتر من اللى أنا أعرفه يا إما فى المستشفى دماغهم مفتوحة.
الوصول إلى الميدان
وصلت الميدان وأول حاجة شفتها على ناصية القصر العينى عربية إسعاف واقفة وواحد دماغه مفتوحة فيها وجنبها لمة ناس فى وسطهم راجل كبارة كده لابس بدلة وحواليه شوية شباب اللى منهم هدومه متقطعة واللى منهم دماغه مربوطة بشاش واللى منهم زيى كده لسه مش فاهم ... الراجل ده واقف يخطب فى الناس وعمال يقول لهم "ده جيش مصر" ... "حرام عليكم خربتوا البلد" ... طبعا من الجملة الأخيرة عرفت هو عايز إيه ... الغريب إن الشباب اللى واقفة دى واللى جيش مصر ده هو اللى لسه ضاربهم من شوية هم اللى عمالين يهدوا فيه ويقولوا له "رأى حضرتك على راسنا ... بس الناس جوا بـ تموت" طبعا أنا جى سخن بقى ولسه هـ افتح بقى لاقيت راجل كبارة تانى فى سنه ببدلة برضه جى وعمال يزعق للراجل ده وبـ يقول له "يا أخى خلى عندك دم ... العيال مش ناقصين!!".
مجلس الوزراء
دخلت شارع القصر العينى وانا بـ حاول ألاقى أى حد أعرفه لكن ما لاقيتش ... كل اللى شايفه ناس واقفة باصة فوق وماسكة موبايلات وبـ تصور. دخلت جوا الشارع أكتر وكل اللى نفسى أعرفه إيه اللى حصل، أول ما وصلت عند مجلس الوزراء لاقيت خراطيم مياه سخنة وطوب بـ يتحدف من عساكر جيش باللبس بتاعهم كامل (خوذ وشدة والذى منه) وناس تانية لابسة مدنى من فوق المبنى والناس تحت عمالة ترمى طوب وطبعا مفيش طوبة واحدة حتى بـ تقرب من اللى واقفين فى الشبابيك بتاعة المبنى وفوق السطوح فقلت "ماشى ... أحسن برضه من الخرطوش والحى" ولسه هـ اسأل واحد جنبى إيه اللى حصل لاقيته فجأة ملامحه اتغيرت وبـ يقول لى "حاسب" وسعت بتلقائية مع الناس لاقيت دولاب (ماركة إيديال من بتوع زمان دول) وقع قريب من المكان اللى كنا واقفين فيه ... الحقيقة استغربت من هدوء الناس ... بعد ما الدولاب وقع الناس رجعت تانى أماكنها ببساطة ومن غير أى زعيق ... يمكن كان فيه ست كبيرة فى السن زعقت وقعدت تقول للناس اللى فوق "حسبى الله ونعم الوكيل فيكم" كذا مرة. لتانى مرة لسه هـ اسأل واحد حصل إيه لاقيت كمية مرعبة من الطوب والبلاطات "كاملة" والسيراميك بـ تترمى من فوق ... حاولنا نرجع لورا شوية علشان نفادى الطوب ... أول ما لفيت لاقيت واحد جنبى وشه كله دم وماسك دماغه ... سندناه أنا وواحد تانى وطلعنا نجرى بيه على المستشفى الميدانى فى عمر مكرم.
مستشفى عمر مكرم
الحقيقة أول ما دخلت عمر مكرم حصل لى صدمة ... احنا أخدنا على منظر شبابنا وهو مضروب سواء بخرطوش أو مطاطى أو رصاص حى أو غيره، لكن اللى شفته كان غير كده. لاقيت كمية كبيرة من البنات والستات الكبيرة فى السن كلمة مضروبين دى قليلة عليهم ده طبعا غير الشباب.
وانا قاعد على باب المستشفى الميدانى بـ حاول أجمع اللى أنا شفته جوا ده وكمية مصابين كبيرة عمالة تيجى المستشفى جه سؤال فى بالى غريب شوية ... هم ليه ما بـ يضربوش البنات والستات بالنار؟ وفى طريقى للرجوع لشارع القصر العينى عرفت الإجابة ... الشاب أو الراجل اللى نازل يطالب بحقه لما بـ يضربوه بالنار، أهو التليفزيون المصرى فى الآخر هـ يقول عليه بلطجى والناس هـ تصدق ... لكن لما بنت تتضرب بالنار هـ يقولوا عليها إيه؟
ما كنتش مصدق إن المجلس العسكرى نزل طموحات أى شخص نازل يطالب بحقة الأرض، دلوقتى حلم أى راجل أو شاب نازل يطالب بحقه إنه ما ياخدش رصاصة فى دماغة أو صدره ... وحلم أى بنت أو ست أنها ما تتضربش وتتسحل على الأرض ويقلعوها هدومها!
المجمع العلمى
وصلت عند المحمع العلمى وأول حاجة شفتها نار طالعة منه ومجموعة ناس بـ تحاول تطفيه وعمالين يزعقوا "مطافى ... مطافى" وفوق مبنى مجلس الوزراء ومبنى هيئة الطرق والكبارى لسه فيه ناس بـ ترمى طوب وكراسى وإزاز وأطباق وشوك وسكاكين!! وقفت مع أصدقاء ليا كانوا موجودين من أول الأحداث بـ يحكوا لى قصة عبودى وازاى الموضوع بدأ وكل شوية عمالين نوسع لموتوسيكل من اللى شايلين ناس مصابة وفى وسط الكلام سمعت راجل واقف ورايا بالضبط عمال يشتم بصوت عالى "ولاد الكلب" بصيت له ورجعت أكمل كلامى وتانى "تصدق إن دى عيال بنت@#$" بصيت له تانى ورجعت وأخيرا اتحفنى بجملة "دى عيال بنت#$% المبنى ده هـ يتصلح بفلوسنا" ... كان أى حد بـ يقول الجمل دى كنت بـ تلاقى ناس اتلمت حواليه وابتدت تتناقش معاه وكان دايما نفس الكلام ونفس الردود زى "ما حضرتك العفش والسيراميك اللى بـ يترمى من فوق ده علشان يموت الناس بفلوسك برضه" ... فضل الوضع زى ما هو فترة، طوب ومولوتوف وخراطيم مياه مفتوحة من فوق المبنى والناس تحت بـ ترمى طوب برضه مش واصل لأى حد من اللى فوق المبنى وكل شوية يدخل مجموعة أشخاص يرموا كام إزازة مولوتوف برضه مش عاملين أى حاجة علشان كانوا بـ يتطفوا فى ثانية بخراطيم المياه اللى من فوق المبنى، فقررت أروح لشخص منهم أقول له المولوتوف مالوش لازمة ... روحت لواحد من اللى بـ يرموا مولوتوف أقول له الكلام ده لاقيته متعصب جدا وعلى فكرة اكتشفت بعدها إن واحدة من الستات الكبيرة اللى كانوا مضروبين فى المستشفى الميدانى كانت أمه.
زاد العدد فى شارع القصر العينى فقررنا نعمل طريق للموتوسيكلات اللى بـ تنقل المصابين وعملنا الطريق فعلا وأخدت بالى من راجل كبير بدقن حاجز ناس بدراعه وبـ يضحك لهم ضحكة بشوشة علشان يوسعوا لموتوسيكل شايل واحد مصاب وشفت صورة الراجل ده لما رحت وكان الشيخ عماد عفت الله يرحمه.
أثناء ما أنا واقف فى الكردون اللى معمول للموتوسيكلات لاقيت دوشة عند مجلس الشورى ومجموعة من الناس نطت السور ودخلت فى الجنينة وبـ تسحب عربية نقل حمراء وعايزين يطلعوها برا ... ما فهمتش ليه الصراحة لكن فى ثانية نط مجموعة تانية السور علشان يقنعوهم إنهم يرجعوا وفعلا فى ثوانى أقنعوهم وفى طريقهم للرجوع لاقينا فجأة صوت ضرب نار من جوا وظهر كمية كبيرة من عساكر الجيش معاهم أسلحة فقلنا لهم من برا خلاص الناس طالعة لكنهم صمموا برضه يضربوا نار تانى وقرروا إننا محتاجين ناخد دش فابتدوا يرشوا مياه من جوا مع إن الناس كانت رجعت فعلا وكنا عاملين كردون قدام البوابة فقررت أنا ومجموعة أشخاص إننا نفهمهم إن مفيش حاجة ومالوش لازمة المياه دى علشان ما يستفزوش الناس، فقربنا من البوابة اللى كانت مقفولة، لكن مفيش سلسلة عليها وقعدنا نقول لهم خلاص مفيش حد كله طلع والحقيقة الناس جوا كانت متعاونة أوى ... أول ما شافونا قعدوا يرشوا مياه علينا مع إن المسافة بيننا كانت 3 أو 4 متر فباين أوى إننا مش عايزين ندخل ده غير إنى قعدت أقول لهم هاتوا سلسلة اقفلوا بيها البوابة ففوجئت بشخص جوا بـ يشاور لى بالصباع إياه!! بعد الموقف ده بساعة تقريبا لاقيت صوت عالى جى من ناحية ميدان التحرير ومجموعة من الشباب شايلة ألواح صاج علشان يصدوا بها الطوب داخل شارع القصر العينى ... أول ما المجموعة دى وصلت ناحية مبنى مجلس الوزراء بدأ ضرب نار مكثف من بأسلحة آلية وابتدا عدد كبير من المصابين برصاص حى يخرجوا متشالين من جوا وكانت الإصابات اللى شفتها واحد فى الرقبة وواحد فى الصدر واتنين فى رجلهم.
17 ... 18 ... 19 ديسمبر
الحقيقة يحسب للجيش إنه من بعد ما عمل الجدار كان عامل لنا نظام باقى الأيام ... الصبح طوب وإزاز ... بالليل طوب ومولوتوف والفجر رصاص حى وخرطوش وغاز ... تانى يوم الأحداث كانت ناحية الجدار اللى كان اتعمل فى شارع القصر العينى وكان ضرب الطوب ناحية القصر العينى والشيخ ريحان شغال فلاقيت بنت واقفة جنبى لوحدها واضح من البلاستر اللى ظاهر من تحت الحجاب إنها كانت مصابة واتعالجت فعملت زى ما كل الناس اللى هناك بـ تعمل وقلت لها لو سمحتى ارجعى ورا شوية علشان مفيش حاجة تيجى فيكِ وفعلا رجعت كام خطوة ... بعد ساعة تقريبا من الموقف ده هجم الجيش هجمة قوية وطلعوا لحد قبل كنيسة الدوبارة اللى فيها المستشفى الميدانى و كانت الناس رجعت لورا وابتدت تشيل المصابين والأدوية اللى قدام قصر الدوبارة علشان كالعادة بـ يضربوا فى أى حد قدامهم حتى لو مصاب وبـ يولعوا فى الأدوية ... وبعد لحظات حصل مشهد تحسه فى حرب من بتوع الأفلام الأمريكانى ... الناس ابتدت تجرى فى اتجاه الجيش وهى بـ تصرخ بس ... مفيش طوبة اترمت وكان رد فعل الجيش إنه رجع مكانه تانى جوا شارع الشيخ ريحان وبعدها لاقيت نفس البنت اللى لسه كنت شايفها مضروبة على دماغها تانى والناس شايلاها وجاية بيها المستشفى وعرفت بعدها إنها طالبة فى طب وإن الإصابة الأولى كانت فتح أخد ثلاث غرز والإصابة الثانية فتح وشرخ فى الجمجمة.
ثالث يوم كان الجيش والداخلية والبلطجية وقفوا الضرب من ورا الجدار اللى فى القصر العينى ومن فوق المجمع العلمى فبالتالى الناس ما كانتش بـ ترمى طوب الناحية دى ... كان التركيز كله فى الرد على الطوب اللى بـ يترمى من ناحية الشيخ ريحان، وفى ناحية جدار القصر العينى كان فيه عربية نقل زرقاء عليها مجموعة دكاترة وشباب بـ ينقلوا الكتب من داخل المجمع العلمى ودى كانت حاجة معلنة ومعروف إن الكتب دى رايحة على دار الكتب وأثناء ما هم بـ ينقلوا الكتب على العربية بدأ رش المياه بخرطوم مطافى من ورا جدار القصر العينى من جوا مجلس الشعب ... طبعا الناس كملت اللى هى بـ تعمله وسط رش المياه وابتدوا يحطوا حاجات فوق الكتب علشان يحموها من المياه وفجأة وقف رش المياه ... وياريت محدش يفهم غلط ... الجيش كتر خيره كان عايز الكتب توصل نضيفة ... أثناء الضرب اللى كان شغال فى شارع الشيخ ريحان كانت المسافة بين الناس والجيش والداخلية قريبة ولاحظت إن العسكرى سواء جيش أو داخلية وهو بـ يرمى الطوبة لازم يشتم معاها. فيه غل واضح جدا على العساكر ده غير إن حتى اللى مش بـ يرمى طوب منهم واقف يا إما بـ يشاور للناس بإشارات مستفزة يا إما مقضيها شتيمة بس وفيه منهم كان بـ ينزل البنطلون ويبين (@#&$)!!
حكايتى مع حامد
رابع يوم كنت واقف ولاقيت طفل عرفت بعد كده إن اسمه حامد عنده تقريبا 13 أو 14 سنة لابس تى شيرت كلها دم وفوقها جاكيت واسع عليه جدا بـ يقرب منى وبـ يقول لى سلامتك فقلت له سلامتك انت كمان لأنه عنده إصابات كتير فى راسه وإيده كلها خرطوش سألته إذا كان هنا لوحده وإذا كان أهله عارفين إنه هنا ولا لأ؟ فرد بأنه هنا لوحده وبـ يبات فى جامع عمر مكرم وإنه من الدخيلة وسايب البيت. سألته ليه سايب البيت فرفع كم الجاكيت وورانى دراعه اللى كله آثار جروح وحروق قديمة وقال لى "أبويا" فسألته "انت بـ تعمل إيه هنا؟" فرد "علشان عايز أتعلم" ... الحقيقة أنا حبيت "أحشر" قصة حامد فى الكلام علشان هو عنده أمنيتين قالهم لى إنه نفسه يبقى مشهور ونفسه يتعلم ... أقل حاجة ممكن أعملها له إنى أقول قصته علشان موضوع إنه يتعلم ده لسه فيه كلام ... علشان الحكومة ما بـ تعتبروش ثائر ويمكن كمان ما بـ تعتبروش بنى آدم ... اشمعنى يعنى الرجالة تتضرب بالنار والستات تتضرب وتتسحل ... لازم الأطفال كمان يتقضى على حلمهم.
هناك تعليقان (2):
انا محتاجه الميل بتاعك او بروفايلك ع الفيس عشان موضوع حامد بس ضروووووري
شكرا
هو ده حامد اللي انت قابلته ف محمد محمود؟؟؟
http://www.facebook.com/note.php?note_id=10150437137116659
إرسال تعليق